شكلت الشكايات ذات الارتباط بقضايا مطروحة على القضاء المغربي نسبة 45 بالمائة من مجموع الشكايات التي عالجتها الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج برسم سنة 2009، فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 50 بالمائة بالنسبة لعدد الشكايات المعالجة من قبل مصلحة الشكايات بالوزارة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية. وكشف محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج أول أمس الاثنين خلال ندوة صحافية بالدارالبيضاء، أن مصالح الوزارة عالجت برسم السنة الماضية ما يقارب 2783 شكاية، واستقبلت بمقراتها حوالي 1254 من أفراد الجالية، فيما عالجت ذات المصالح خلال الاشهر الستة من السنة الجارية حوالي 2000 شكاية و استقبلت خلال نفس الفترة 780 من أفراد الجالية. وأوضح عامر، في جواب له عن سؤال ل«الاتحاد الاشتراكي» حول خطوات الوزارة المواكبة لتحول انشغال الجالية بمشاكل العبور إلى الانشغال بقضايا مرتبطة بالعدل، أن مسألة معالجة شكايات أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج تنخرط في إطار رغبة الوزارة في مواصلة نهج سياسة القرب في تتبع أحوال الجالية بالمهجر التي سبق ودشنتها الوزارة بإحداثها لقطب يقظة قانوني يروم الدفاع عن مصالح وحقوق المغاربة المقيمين بالخارج. وأضاف عامر، خلال هذه الندوة التي خصصت لتقديم البرنامج الوطني لمواكبة مقام المغاربة العائدين إلى أرض الوطن خلال هذه العطلة الصفية، أن الاهتمام بالجالية المغربية تواصله الوزارة أيضا، من خلال انتدابها لقاضيين من وزارة العدل يتكلفان بتقديم الاستشارات القانونية والقضائية ومتابعة مآل ملفات أفراد الجالية المعروضة على القضاء بالموازاة مع عقدهما للقاءات مباشرة وموسعة مع أفراد الجالية في عدد من عواصم ومدن الاستقبال لرصد مشاكلهم. وأكد عامر أنه من أجل تحقيق مزيد من القرب من أفراد الجالية، أقرت الوزارة كذلك نظاما للمساعدة القضائية خاصة لفائدة من هم في وضعية هشة بالموازاة مع وضعها اللبنات الأولى لتأسيس خلية يقظة قانونية تهدف لمتابعة جيدة لشؤون المهاجرين المغاربة لضمان حقوقهم المكتسبة في بلدان الاستقبال والحفاظ على كرامتهم في منحهم مواطنة كاملة في بلدهم الأصلي. كانت الندوة مناسبة توقف فيها عامر عند مميزات عملية العبور لهذه السنة، التي اعتبر تظافر جهود كل المتدخلين فيها ساهمت في نجاحها. وكشف عامر أن عدد المغاربة القاطنين بالخارج العائدين إلى أرض الوطن تزايد بنسبة 7 بالمائة سنة 2009، وتم حصر تراجع التحويلات في 5 بالمائة، وارتفعت مذخرات المغاربة بالأبناك المغربية ب7 ملايير و870 مليون درهم، وتزايد اقبال المغاربة على القروض العقارية بنسبة 10 بالمائة. كما أشار عامر إلى أن الاحتفال بيوم المهاجر سيكون محوره حول «دور المساعدة القانونية في حماية حقوق المهاجرين»، والى تنظيم الوزارة لعدد من التظاهرات الثقافية والرياضية لتقوية سياسة القرب من أفراد الجالية وأبنائهم، كما تحدث عامر عن إنشاء مراكز ثقافية مغربية في دول المهجر تروم تعزيز روابط الجالية المغربية بوطنها والاعداد لتنظيم لقاء يضم أكثر من 600 شاب مغربي بالمهجر في إفران و عدد من الجامعات الصيفية ، والجهود التي بذلتها الحكومة للتخفيف من أضرار الأزمة الاقتصادية عن مغاربة العالم.