ُُُُتعتبر عالمة النفس الأمريكية «كيمبرلي يونغ» من بين أوائل أطباء النفس الذين عكفوا على دراسة ظاهرة إدمان الإنترنت في الولاياتالمتحدةالأمريكية مند عام 1994، والذي حددته في «استخدام الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعيا»، وقسمت هذا الإدمان إلى خمسة أنواع، «أولها إدمان الفضاء الجنسي، أي مواقع الجنس الإباحية، ثانيها إدمان العلاقات السيبرية، أي التي تتم عبر الفضاء المعلوماتي مثلا قاعات الدردشة، ثالثها استغلال الإنترنت في المقامرة أو الشراء عبره.. رابعها الإفراط المعلوماتي، أي البحث الزائد عن الحد للوصول إلى المعلومات ..خامسها الإدمان على ألعاب الكومبيوتر بشكل يفوق الحد المعقول...». هذه الأشكال المتنوعة من الإدمان لها أكثر من مضاعفات، سواء على المستوى النفسي أو الجسدي، وتتجلى في وصول المدمن إلى درجة الإحباط والإكتئاب والقلق، إضافة إلى عدم القدرة على التعامل مع الضعوط الحياتية اليومية والفشل في مواجهة وحل المشكلات، مع فشل في شغل وقت الفراغ بعيدا عن الإنترنت، مما يجعل المدمن إنطوائيا في جميع علاقاته الإجتماعية، سواء مع أسرته أو المجتمع المحيط به.أما من الناحية الجسدية فيشمله التعب والخمول والأرق الناتج عن حرمانه من النوم مما تنتج عنه آلام على مستوى الظهر والرقبة والتهاب العينين نتيجة الإشعاعات الصادرة عن شاشات أجهزة الإتصال الحديثة... للاقتراب من هذه الظاهرة ميدانيا، قمنا بجولة شملت بعض مقاهي الإنترنت بأحياء مختلفة من العاصمة الاقتصادية... يقول حمزة (16 سنة) «أمضي أغلب وقتي بالقرب من الكومبيوتر، حوالي 12 ساعة تقريبا في اليوم، تتنوع بين مواقع الدردشة وألعاب الكومبيوتر، أما خلال العطلة الدراسية فيمكنني أن أبقى ساعات أطول ...» إنطلاقا من مجموعة من العينات التي تحدثنا إليها من الفئة العمرية لحمزة وغيره، تم الوصول إلى المعطيات التالية: حوالي 40% من الشباب همهم الوحيد دخول مواقع الدردشة ومواقع التسلية، حيث يقضون فيها تقريبا 8 إلى 12 ساعة يوميا. أما الفئة الثانية فتمثل 40% من الشباب تعمل على استخدام ألعاب الكومبيوترلتصل في بعض الأحيان إلى 10ساعات في اليوم.وتبقى نسبة 20% يتركز اهتمامهم بالأساس على دخول مواقع معلوماتية للبحث عن المعلومات المطلوبة. وللحد من الإدمان، حسب عالمة النفس الأمريكية «كيمبرلي يونغ»، هناك بعض الحلول العملية تتجلى «في وضع ساعات التوقف على جهاز الكومبيوتر قصد تذكير المستخدم بالوقت المخصص للتوقف ، يمكن كذلك وضع قائمة شخصية يقسم بها وقته من خلال الأنشطة التي يقوم بها في اليوم مما يجعله يحدد بالتدقيق عدد الساعات المخصصة لاستخدام الإنترنت، فعلى المدى البعيد يولد هذا السلوك المكتسب وبالتالي يستطيع التحكم في استخدامه مستقبلا، كذلك يمكن وضع إعلان يذكر بالآثار السلبية للإستخدام المفرط للإنترنت».