هادىء ولطيف خارج الملعب مشاكس ومزاجي داخله، تلك هي صفات حارس مرمى وفاق سطيف فوزي الشاوشي، الذي ارتكب مرة أخرى حماقة تسبب في خسارة منتخب بلاده الجزائر لثلاث نقاط ثمينة أو نقطة واحدة على الأقل، في أول مباراة لها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ 24 عاما. يمتاز الشاوشي ببراعته وثقته الكبيرة في نفسه، وقد كان تألقه أمام المنتخب المصري في المباراة الفاصلة في18 نوفمبر الماضي، شهادة ميلاد هذا الحارس العملاق، لكنه أيضا يخرج دائما عن المعتاد ويرتكب حماقات تكون عواقبها وخيمة، على غرار ما ارتكبه في مباراة يوم الأحد أمام سلوفينيا. كان المنتخب الجزائري صاحب الأفضلية نسبيا أمام منافسته سلوفينيا، وفي طريقه إلى الخروج بنقطة التعادل على الأقل، بيد أن الشاوشي أبى أن يحصل ذلك، فارتكب خطأ فادحا في التصدي لتسديدة القائد روبرت كورين، حيث فضل التقاطها بيده بدل إبعادها إلى ركنية، وذلك على الرغم من الزاوية الصعبة التي كانت متجهة إليها، فكانت النتيجة هدفا لسلوفينيا قادها إلى فوز تاريخي في ثاني مشاركة لها في المونديال بعد الأولى عام2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا، وخسارة رابعة للجزائر في3 مشاركات في النهائيات. خسارة قاسية بطبيعة الحال لأنها جاءت أمام منتخب كان بإمكان الجزائر أن تنتزع منه3 نقاط تمهد لها الطريق نحو الدور الثاني، كما أنها صعبت مهمة المنتخب الجزائري كثيرا لتحقيق هدفه، لأنه تنتظره مبارتان صعبتان أمام أحد أفضل منتخبين في مجموعته، هما إنكلترا بقيادة ولدها الذهبي واين روني ونجومها ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وجون تيري، والولايات المتحدة التي قهرت الإنكليز في المباراة الأولى وأرغمتهم على التعادل. وجاء خطأ الشاوشي في أول مباراة له بعد استنفاده لعقوبة إيقاف لمدة 3 مباريات بسبب حماقة أخرى ارتكبها أمام الفراعنة في دور الأربعة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنغولا، عندما تلقى بطاقة حمراء في أواخر الشوط الثاني لاعتدائه على المهاجم محمد ناجي «جدو» بدون كرة، علما بأنه كان من المفترض أن يطرد في الشوط الأول لاعتدائه بضربة رأسية على الحكم البنيني كوفي كودجا، الذي اكتفى بتوجيه بطاقة صفراء فقط. وعلق مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان على خطأ الشاوشي قائلا «إنها أمور تحصل لحراس المرمى، ففي كرة القدم إذا لم تكن هناك أخطاء فلن نرى أهدافا، ما حصل للشاوشي يمكن أن يحصل لأي حارس مرمى خصوصا في المونديال الحالي، لأن الكرة الرسمية للعرس العالمي سريعة جدا، كما أن أرضية الملعب نصف اصطناعية، وأثرت عليه أيضا. لماذا نذهب بعيدا، استقبلت شباك إنكلترا هدفا مماثلا بخطأ للحارس روبرت غرين».