دقت دراسة أخيرة أشرفت عليها وزارة الصحة، ناقوس الخطر بشأن الوضع الصحي للرضع في المغرب، إذ أكدت أن اعتماد حوالي 85 في المائة من الأمهات على الحليب المبستر أو الجاف خلال الرضاعة، من شأنه أن يتسبب للصغار في إعاقات دائمة أو فقر الدم. وجرى الكشف عن نتائج الدراسة التي همت صحة الرضع وأمهاتهم خلال لقاء نظمه «نادي الأمهات» مساء أول أمس الثلاثاء بأحد فنادق الدارالبيضاء. وفي ما يرتقب أن يؤطر أطباء مختصون بتعاون مع «نادي الأمهات» خلال معرض خاص، أيام 18 و19 و20 يونيو الجاري، ستتخلله ورشات تواصلية تعنى بصحة الأمهات الحوامل والمرضعات، فإن دراسة خصت هذه الفئة من النساء بالمغرب حددت نسبة الأمهات اللائي يرضعن مواليدهن طبيعيا في 15 بالمائة فقط، وهي النسبة التي تتوزع بين الوسطين الحضري والقروي. وسجلت الدراسة الطبية خلال الفترة الممتدة بين 1992 و2006 انخفاضا في نسبة الأمهات اللائي يعتمدن «الرضاعة الطبيعية» لمواليدهن من 52 إلى 15 بالمائة، خلافا لنسبة 90 بالمائة المسجلة في صفوف نساء دول غربية واسكندنافية. واستنادا إلى أخصائيين، فإن الرضاعة الطبيعية تمتد منذ الولادة وحتى بلوغ الوليد سن ستة أشهر، في الوقت الذي تأكد أن الرضاعة بالثدي كان تعتمد أساسا لتغذية حديثي الولادة لحين اشتداد عضدهم بعد مرور عامين كاملين. موزاة مع ذلك، أشارت الدراسة إلى اعتماد 52 بالمائة من النساء اللواتي شملتهن الدراسة، «الرضاعة المبكرة» لتغذية الخدج قبل الاعتماد بأيام قليلة فقط على الحليب المجفف أو المبستر، كما عزت الدافع لتراجع الرضاعة الطبيعية لفائدة الحليب الصناعي، إلى أسباب اجتماعية واقتصادية وثقافية تتعلق أساسا بما يقع في المحيط العائلي والأسري. وتهدد الرضاعة بالحليب المجفف والمبستر بارتفاع عدد الوفيات المسجل وسط الحديثي الولادة، حيث أن الوزارة الوصية على القطاع الصحي تسعى عن طريق برنامج خاص، يمتد لأربع سنوات، إلى خفض عدد وفيات الأطفال أقل من 5 سنوات، إلى أدنى من 15 وفاة في الألف، مع حلول سنة 2012 . من جهتها دعت مرية بيشارة، رئيسة «نادي الأمهات» بالمغرب إلى وجوب الاعتماد على حليب الثدي الذي يمكن من تطوير نظام المناعة عند الرضع، لتوفره على مكونات تقي الإصابة بالأمراض والالتهابات والفيروسات الطفيلية والجرثومية. وقالت بيشارة، إن «نادي الأمهات» وبتعاون مع وزارة الصحة، سيعمل خلال المعرض على تحسيس أزيد من 1500 أم بأهمية الرضاعة الطبيعية، حيث سيتم التركيز على فوائد الرضاعة الطبيعية لكل من الأم والمولود، مشيرة إلى أنه فضلا عن توفير حليب الأم لتغذية جيدة، فإن مص ثديها من قبل الوليد يبعث على الاستقرار النفسي العاطفي والنفسي لهما معا.