في سابقة هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني يتناظر مرشحون لرئاسة فريق مغربي في برنامج تلفزيوني. ثلاثة أسماء تتسابق لرئاسة الرجاء البيضاوي استضافها برامج «مستودع»، الذي تبثة قناة الرياضية، لطرح برامجهم وإقناع برلمان الخضراء للحصول على ثقته مساء غد الجمعة. معد البرنامج قسم الوقت الزمني لمستودع (45 دقيقة) بالتساوي على محمد بودريقة وعبد السلام حنات وسعيد حسبان، الذين تدخلوا حسب الترتيب الأبجدي لأسمائهم، لعرض برنامج عملهم. ورغم أن الوقت لم يكن كافيا للإحاطة بكل التفاصيل، إلا أنه نجح إلى حد ما في تقريب هذا الثلاثي من أنصار الرجاء. وإذا كان اسما حنات وحسبان معروفين لدى الوسط الرجاوي، بحكم أن الأول قضى زهاء عقدين من التسيير (الحيز الكبير منها كاتبا عاما)، والثاني تقلد مسؤولية التسيير في مستهل العقد الجاري، فإن بودريقة ذي 28 سنة، سرق الأضواء، وقدم نفسه كمعادلة صعبة لا يمكن القفز عليها خلال الجمع العام. بودريقة، الذي عقد ندوة صحافية مساء يوم الاثنين الماضي، وقدم فلسفته أمام الرأي العام، بدا محتمسا وواثقا من نفسه حينما أكد في برنامج «مستودع»، في محور كيفية تدبير الأزمة، أن برنامجه لا يترك أي هامش للصدفة، ولن تعيش معه الرجاء أي أزمة، لأن أرقامه تنبني على حسابات دقيقة، فيما بدا المرشحان الآخران أشبه بالمرتبكين، وتوحدا في «مناهضة» المرشح الشاب، حسب تعليقات العديد من المتتبعين. ورغم أن حنات أكد أنه سيدبر الرجاء انطلاقا من الخبرة التي راكمها في مجال التسيير، مشددا على أن الفريق الأخضر سيواصل اعتماده على التمويل الذاتي، دون أن يعد بمتغيرات كبيرة، مع بعض الرتوشات التي تتطلبها الظرفية الراهنة، سيما وأن برنامجه سيكون لفترة انتقالية مدتها سنة، في أفق الانتقال إلى الاحتراف في موسم 2011 - 2012، فإن حسبان بدا وسطيا، وإن كان قد أومأ إلى إمكانية التحالف مع مرشح آخر، متى اقتضت الضرورة اندماج مشروعين لمصلحة الرجاء. وتبقى الملاحظة البارزة، هي الانتقاد الذي لقيه بودريقة من طرف كل من حنات وحسبان، وكأنهما استشعرا «خطورته»، في الوقت الذي أصر فيه المرشح الشاب، الذي وعد بتسيير احترافي، حتى في الشأن اليومي من خلال فتح الباب أمام خريجي التدبير الرياضي، نفى أن يكون ما سمعه من قبل منافسيه برنامج، وظل يصر على أن الرجاء يستحق وضعا أحسن وأنه قادر على رفع ميزانيته بنسبة الثلث في كل موسم، ليفوق رقم معاملاته ثمانية ملايير سنتيم في السنة الرابعة، بالاعتماد على طرق وأساليب حديثة في تسويق منتوجاته وصورته. وكان القاسم المشترك بين المرشحين الثلاثة هو ضرورة تعزيز الفريق بلاعبين جدد، من أجل تقويته وجعله أكثر تنافسية خاصة وأنه مقبل على المشاركة في الاستحقاقات القارية، مع الالتزام بالتعاقد مع مدرب من حجم كبير، حتى يستعيد الفريق توهجه محليا وقاريا. وهنا التزم بودريقة بمنح المدرب جميع الصلاحيات بعيدا عن أي تدخل، مشيرا إلى أن التعاقد ينبغي أن يكون مع المدرب المقبل لمدة سنتين حتى يتمكن من تطبيق برنامجه المتعاقد معه بشأنه على النحو الأمثل. الأكيد أن المشاهد لهذا البرنامج، خرج بخلاصة واحدة، وهي أن الرجاء هي المنتصر بالدرجة الأولى، لأنها قدمت من خلال هذه الحلقة/ السابقة، صورة ديموقراطية، لتدبير أمورها.