دعا بنسالم حميش، يوم السبت بطرابلس، إلى إقامة سوق ثقافية مغاربية مشتركة «تضمن شروط المقروئية وتحقق شروط تأثير وإشعاع الكتاب». وأضاف السيد حميش، في كلمة ألقاها خلال اجتماعات الدورة الثانية لمجلس وزراء الثقافة بدول اتحاد المغرب العربي المنعقدة بالعاصمة الليبية، أن «الثقافة هي عصب التنمية الاقتصادية، وهي رهان واستثمار، وبالتالي فإن ما يصح على السوق الاقتصادي يصح على السوق الثقافي» واعتبر، في هذا الصدد، أن من شأن إحداث سوق ثقافية مغاربية أن «يصب في استنهاض مقدراتنا وإسهامنا في التنمية البشرية وإسعاد مواطنينا وإدهاش العالم». وأكد من جهة أخرى أن المغرب يولي لاختيار كل من تلمسان ونواكشوط عاصمتين للثقافة الإسلامية أهمية قصوى ويرى في هذا الاختيار تشريفا لمنطقة المغرب العربي، مشيرا إلى استعداد وزارة الثقافة للمشاركة الوازنة في هذين الحدثين بما يليق وثقافة وتاريخ البلدين الشقيقين. كما أكد استعداد المغرب وضع تجربته المتقدمة في ميدان تدبير التعددية اللغوية رهن إشارة وزارات الثقافة المغاربية، شأنها في ذلك شأن تجربته المتميزة في ميدان المحافظة على التراث اللامادي. وأشار السيد حميش، في هذا الاطار, إلى أن المغرب ينوي تقديم ترشيحه لعضوية اللجنة الوزارية الخاصة بالاتفاقية الدولية للمحافظة على التراث اللامادي لدى منظمة اليونسكو بمناسبة انعقاد الجمعية العامة لهذه الاتفاقية بتاريخ 22 يونيو المقبل، داعيا البلدان المغاربية إلى دعم هذا الترشيح. وأبرز الوزير من جهة أخرى أن الوزارة أعدت إستراتيجية شاملة تمت صياغتها النهائية هذه السنة حول حماية التراث الثقافي في شموليته وذلك في إطار البرنامج المشترك مع منظمة الأممالمتحدة لتحقيق أهداف الألفية للتنمية، مبرزا اختيار المغرب في هذا الإطار لتنفيذ برنامج «الصناعات الثقافية الخلاقة كقاطرة للتنمية » (2009 -2010 ) . وتابع الوزير أنه يمكن لهذه الإستراتيجية أن تكون منطلقا أو أحد منطلقات إعداد مشروع إعلان مبادئ حول حماية التراث الأثري المعروض على الدورة. يذكر أن المجلس الوزاري المغاربي للثقافة وافق على مقترحات وزير الثقافة باستضافة المملكة للدورة الثالثة للمجلس ولفعاليات «الملتقى الجهوي للتراث الموسيقي المغاربي المشترك » و « الندوة الجهوية حول تراث النقوش الصخرية المغاربي» و« فعاليات في ضيافة الحكي المغاربي» المدرج ضمن البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي المغاربي لسنتي 2010 و2011 .