شركة لا تحترم قوانين الشغل، عمال مقهورون، تأسيس مكتب نقابي، ظروف اشتغال جحيمية، الجواب الجاهز، طرد النقابيين و العبرة لمن تبعهم، هذه ورقة إعلامية توضح بالملموس كيف يشتعل بعض أرباب الشركات مع الطبقة العاملة و المغرب النقابي مازال يعيش أجواء و احتفالات عيد الشغل . من يرى المعمل العملاق بآلياته الكبيرة و المتقدمة و إنتاجه الذي يذر على الخزينة الوطنية أموالا طائلة بالعملة الصعبة، لن يعتقد أنه يخفي داخله شركة مناولة تدوس على القوانين بالشكل التي تريد شركة اسمها «أولياريس» و تشتغل في بطن معامل المكتب الشريف للفوسفاط بآسفي . هي شركة يمكن تصنيفها ضمن الشركات العابرة للقارات، لها فروع في الأرجنتين والبرازيل وإسبانيا و الولاياتالمتحدة، كما توضح بعض الوثائق التي حصلنا عليها، لها فرعان بالمغرب في كل من القنيطرة و آسفي . تختص هذه الشركة في صناعة البوليستير المقوي ضد الحرارة، مقر إدارتها يوجد في الحي الصناعي، لكن كل أنشطتها موطنة داخل المكتب الشريف للفوسفاط (OCP). الحديث عن أولياريس/ مغرب في هذه الورقة الإعلامية مرتبط بسبب وحيد هو الطرد التعسفي لكن عند النبش في الملف تبينت أمور أخرى.. طرد تعسفي .. أمام انعدام شروط الصحة والسلامة واشتغال العمال في ظروف مادية مزرية، قرر ثلة من هؤلاء تنظيم أنفسهم بشكل حضاري ، وضعوا ملفا مطلبيا بسيطا و عاديا، أسسوا مكتبا نقابيا، ليس لهم من هدف سوى احترام آدميتهم و توفير حقوقهم التي تهضمها الإدارة بكل أريحية ! بعد التأسيس كان جواب المدير جاهزا لا حوار و لا هم يحزنون، الطرد التعسفي للمكتب النقابي برمته، و إغلاق الأبواب أمام المطرودين ، و ترهيب من تبقى من العمال، و القاعدة الملزم بتطبيقها الجميع أصْمُتْ.. اخفض رأسك .. و اشتغل مثل أي حمار يحمل أثقالا . أمراض قاتلة و مواد محظورة .. في اتصال للعمال المطرودين بمكتب الجريدة، رووا عن الأساليب و الأجواء التي يشتغلون فيها طيلة إحدى عشرة سنة، بأجور هزيلة لا تتجاوز السميك و حرث متواصل عليهم أكثر من الساعات القانونية في اليوم الواحد، و غياب العطل السنوية، ناهيك عن الامراض التي أصابتهم جراء استعمال مواد محظورة دوليا بدون وسائل وقاية، كالكوبالت، لارزين، لاسيتون و البيروكسيد و روفينيك و مادة ( DMA، MAT )، و هي حزء من مواد أخرى تستعمل في التصنيع، و النتيجة - يتابع محدثونا- أمراض الحساسية و تساقط الشعر و ضيق التنفس و إسهال حاد يلازم جل العمال، أما عيونهم فقد أخذت نصيبها من الأمراض و أغلبهم يعاني من السياتيك الناتج عن حمل الأثقال و أكبر دليل على ذلك سقوط أنبوب ضخم بطول 12 مترا على العامل كريش عبد الرحيم، و هو ما يوضح بشكل جلي غياب آليات العمل لدى شركة مناولة رقم معاملتها السنوي يلعب في سقف الملايير. أما الموت نتيجة أمراض مهنية غير معترف بها لا يعترف به مسؤولو أولياريس .. كحالة العاملين الدومال المحجوب و الدويري امبارك اللذان لقيا حتفهما بالسرطان. يحدث هذا للأسف الشديد، وسط مؤسسة اقتصادية و إنتاجية عملاقة، لها معاملات وطنية و دولية، و تقبل أيضا إدارة الفوسفاط بآسفي ترك الحبل على الغارب، و السماح لشركة تشتغل مع المركب الكيماوي بخرق القانون و طرد الناس و تشريد الأسر، لا لشيء إلا لأن هؤلاء قرروا الدفاع عن حقوقهم بشكل مشروع و انسجاما مع معطى دستوري تضمنه الدولة المغربية، المتمثل في حق التنقيب. السلطة بآسفي، تراكمت عليها العديد من ملفات الطرد التعسفي ولم تستطع أن تحسم أو تحل أي ملف حفاظا على الاستقرار الاجتماعي و الأمن العام كما هو موكول لها قانونا. لا يمكن أن تترك الملفات لباشا المدينة الذي أصبح معروفا منذ حلوله ببلدية آسفي ، بتدبيره الفاشل لكل الملفات ذات الطبيعة الاجتماعية و النقابية و السياسية التي يحيلها عليه عامل الإقليم ليس أقلها ملف الانتخابات الجماعية الأخير. مندوب الشغل أيضا و مندوبيته لا يفعلون أي شيء إزاء ملفات الطرد التعسفي و لا يتحملون المسؤولية في ردع أرباب الشركات و دفعهم لاحترام القانون. مئات العمال و العاملات دفعوا دفعا إلى الشوارع و العطالة القسرية، وهذا أنتج كوارث وقنابل اجتماعية في حاجة إلى قراءة سوسيولوجية رصينة. يبدو أن السلطات تعودت أن تتحمل الوقفات الاحتجاجية للمطرودين و تدبرها زمنيا و بعدها فليفرغوا الماء في بطونهم. لائحة المكتب النقابي المطرود.. أحمد بلواضحة .. ست سنوات من العمل السالمي ياسين .. سبع سنوات من العمل يوسف بودهير .. العمراوي بوجمعة وميلود كنوز 10 سنوات من العمل