اختارت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش تخليد محطة 16 ماي لهذه السنة من خلال تنظيم مهرجان تربوي وفني ، بتنسيق مع مقاطعة الفداء وجمعيتي مستقبل المدينة واولاد المدينة، مع مشاركة بنات جمعية نور للرعاية الاجتماعية ومجموعة الأخوان نزيهي، وهو اللقاء الذي عرفت انطلاقته تنظيم وقفة صامتة رمزية تنديدا بالأعمال الإرهابية لقرابة 50 سيارة أجرة من الصنفين لجمعيتي إفولكي والأمانة. فضاء حديقة الادريسية الذي احتضن التظاهرة اختير لدلالته الرمزية استحضارا كذلك لروح شهيد الواجب رجل الأمن محمد زنبيبة الذي قضى خلال أحداث 2007، وهو ما طبع مداخلات كل من السكرتير الوطني للفضاء الحداثي باسم الجمعيات المنظمة الذي دعا خلال كلمته إلى تعبئة قوى المجتمع المدني للدفاع عن مطلب تأسيس صندوق خاص لتعويض ضحايا الإرهاب والتكفل بذويهم منددا بخطورة انتشار الفكر المتطرف البعيد كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وفي نفس السياق ذهبت كلمة كل من رئيس المقاطعة وشمعون ليفي مدير المتحف اليهود، إلى جانب عبد النبي دشين عضو اتحاد كتاب المغرب الذي فقد شقيقه خلال أحداث 16 ماي 2003 ثم سعاد البكدوري أرملة عبد الواحد الخمال والتي فقدت إلى جانبه إبنهما الطيب، وكذا الفنان آحمد الصعري الكاتب العام لفرع النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بالدارالبيضاء، والذين وقفوا عند دلالات ومغازي الشعار المختار للتظاهرة « لتحيا الحياة»، مشددين على تعبئة قوى المغرب الوطنية في مواجهة الفكر الظلامي. تظاهرة حجت اليها حشود جماهيرية من كافة الاعمارتهدف من خلالها الجهات المنظمة «التحسيس بمدى خطورة استهداف عقول الصغار والعمل على جعلها محصنة عن كل السلوكيات الهدامة المهددة لامن العباد و استقرار البلاد»، تغنى خلالها الأطفال و الشباب بالتعايش والتشبث بالهوية المغربية من خلال لوحات غنائية، رقصات ومسرحيات ومجموعة من القصائد والأناشيد، وهو ما لم يرق لبعض المستشارين الذين حاولوا الوقوف للحيلولة دون عرض بعض الفقرات وتناول الكلمة وهو ماتصدت له اللجنة المنظمة! وإضافة إلى الفقرات السالف ذكرها، شارك ضيوف التظاهرة ومعهم نائب رئيس مجلس المدينة ورئيس مقاطعة سيدي مومن في توزيع هدايا على الأطفال الحاضرين الذين استفادوا كذلك من عروض بهلوانية وحصص للتجميل، خلفت صدى طيبا في نفوسهم حيث صرح عدد منهم قائلا «اتمنى أن يعم السلام البلاد»، رسالة كانت كافية لتلخص الجنوح للسلم و رفض العنف و الظلام. بهذا تكون امسية «لتحيا الحياة» قد اعادت البسمة للصغار كما الكبار خاصة اقارب الضحايا بعدما ظلت صور الارهاب جاثمة في مخيلتهم لسنوات في انتظار ان تتحرك الجهات المعنية بادخال البهجة على هذه الفئة بإعادة النظر في مجموعة اشياء بات الانتظار معها غير مستحب حتى نصنع مجتمعا عصيا عن كل اشكال زرع العنف و تماشيا مع نجاح المقاربة الامنية يتطلب الوضع الحالي مقاربة تشاورية مجتمعية لاقتلاع جذور الارهاب والمطالبة بصندوق خاص وهو ما ورد على لسان أغلب المتدخلين.