نظمت فعاليات جمعوية أمس الأحد بالدارالبيضاء أمسية تربوية بمناسبة الأحداث الإرهابية التي عرفتها خمسة مواقع مدنية بأحياء من العاصمة الاقتصادية للمملكة يوم 16 ماي 2003 . وعرفت الأمسية، التي نظمها الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش بتعاون مع جمعية "أولاد المدينة" وجمعية "مستقبل المدينة" ومقاطعة الفداء ، تحت شعار" لتحيا الحياة"، تقديم مجموعة من الأغاني الوطنية والعروض المسرحية المنددة بالإرهاب والتي تدعو إلى التعايش وقبول الآخر واحترام الاختلاف بالإضافة إلى عرض مجموعة من اللوحات الفنية. وفي كلمة باسم الجهات المنظمة، أبرز السكرتير الوطني للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، السيد أحمد هازم، أن الأحداث التي شهدتها الدارالبيضاء قبل سبع سنوات بالرغم من قسوتها لم تتمكن من استئصال بذرة الأمل الكامنة في قلب كل المغاربة، أو أن تزعزع الإيمان القوي بالوطنية لدى المغاربة بل زادت في توحيد لحمة المغاربة، من مسلمين ويهود، وفي تشبثهم بالمسار الذي طبع المغرب طيلة 13 قرنا. وأشاد السيد أحمد هازم بالتعاطي الإيجابي للمكونات الأمنية ومصالح السلطة المحلية مع خطر الإرهاب عبر تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية داعيا إلى الاهتمام أكثر بضحايا الإرهاب وعائلاتهم. وأضاف السيد هازم أن القضاء على الإرهاب يتطلب تكثيف جهود كافة المكونات والتعامل مع هذا الملف بعقلانية تضمن كرامة المواطن المغربي. وأكد المتدخلون، ومن بينهم السيد شمعون ليفي مدير المتحف اليهودي المغربي، وسعاد البكدوري (أرملة الخمال) رئيسة جمعية "ضحايا 16 ماي" والأديب عبد النبي دشين والفنان أحمد الصعري وممثل عن المجلس العلمي المحلي، أن المغاربة خرجوا من أحداث 16 ماي أكثر قوة، معربين عن تضامنهم ومؤازرتهم للضحايا وعائلاتهم وعن شجبهم للعنف والتمييز وتنديدهم بالحقد والكراهية. وأشار المتدخلون إلى أن المسار الديمقراطي، الذي سلكه المغرب، يتطلب تكثيف كل الجهود لنصرة خيار التقدم والديمقراطية والتشبث بالوطن والحياة والتطلع إلى مستقبل يزدهر فيه مغرب متشبع بقيم الحرية وحب الحياة. ودعوا إلى التشبث بالأفكار البناءة وزرع القيم النبيلة والمبادئ السليمة مؤكدين شجبهم للإرهاب والعنف وكل ما يمس بسلامة وأمن البلاد. ونظمت على هامش التظاهرة وقفة تضامنية صامتة لمدة نصف ساعة لحوالي 60 سيارة أجرة لجمعيتي "إفولكي" و"الأمانة"، كما شاركت جمعية "نور للرعاية الاجتماعية" بأنشطة فنية في التظاهرة.