كان أول صحفي يخاطب الشعب الموريتاني من الإذاعة المغربية في برنامج « صوت موريتانيا « ، وهو برنامج بدأت الإذاعة المغربية في بثه مباشرة بعد الاستقلال ، ترك الإذاعة سنة 1958 ، كان محمد باهي من الشباب النشيط في الإعلام والصحافة ، حيث عمل في البداية كصحفي مساعد لعلال الفاسي في إعداد أسبوعية « صحراء المغرب « كما تكلف بإعداد صفحة أسبوعية بجريدة « العلم « يتتبع فيها تطورات ثورة الشعب الجزائري ، كما ساهم في الإشراف على تحرير مجلة « المجاهد « الناطقة باسم جبهة التحرير الجزائرية . التحق الشاب باهي بجيش التحرير في كلميم حيث كلف بإنجاز بلاغات جيش التحرير وبقي هناك إلى أواخر سنة 1958 ، وعند إصدار جريدة « التحرير» في أبريل 1959 ، أصبح باهي من بين العاملين الأساسيين فيها ، حيث كان يطل من نافذة جريدة « التحرير» لسنوات ، في سنة 1961 نشر « قصة القاعدة الأمريكية في طهران « . استمر يكتب في الصحافة الاتحادية إلى أن أعلن عن استقلال الجزائر، فبعثه عبدالرحمان اليوسفي مندوبا عن الجريدة ليواكب أحداث القطر الشقيق انطلاقا من أزمة صيف 1962 . كان انقلاب 19 يونيو 1965 بالجزائر نكسة للمغرب العربي بصفة عامة ولمحمد باهي بصفة خاصة ، وهو يعتبر الصحفي العربي الأول الذي دخل الجزائر صحبة أول رئيس لها غداة استقلالها عن فرنسا سنة 1962 ، وكذلك الصحفي العربي الأول الذي حضر إلى ليبيا ثالث يوم بعد الإطاحة بنظام السنوسي سنة 1969 . طلب منه الرئيس الجزائري هواري بومدين قيادة «البوليزاريو» فأجابه من باريس بمقال نشر في جريدة « المحرر» تحت عنوان : « لم يكن لينين خادما عند فرانكو». ثم نشر بجريدة « فلسطين» في 17 يناير 1969 مقالا تحت عنوان : « أبعاد الأزمة الفرنسية -الإسرائيلية وأهداف عملية بيروت « ، ثم دراسة مطولة تحت عنوان: تراجيديا الشرق العربي والثورة الفلسطينية . داوم الراحل محمد باهي على كتابة « رسالة باريس» بجردتي « المحرر» و» الإتحاد الإشتراكي « . وقد عاد إلى أرض الوطن يوم 22 فبراير 1981 بعد 18 سنة من الغربة ، حينما سلمته الدولة جواز سفر مغربي ، ليضع تجربته الصحفية في خدمة الإعلام الاتحادي ، حصل على آخر استجواب من الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف قبل اغتياله ، نشرته جريدة «الاتحاد الاشتراكي». محمد باهي بقي القلم سلاحه الأثير عبر الإعلام الإتحادي من «التحرير» «المحرر» «الأهداف» « الرائد» «الإتحاد الإشتراكي «. عينه الأستاذ عبدالرحمان اليوسفي مستشار له في الإعلام في 14 ماي 1996 وكلفه بالإشراف على إعادة هيكلة هيئة تحرير جريدة «الاتحاد الاشتراكي « . ارتبط محمد باهي بصحافة الحزب الى أن وفاه الأجل المحتوم في 4 يونيو 1996 ، فهو الصحفي الذي لم يكن أبدا بائع الكلمات ، تاركا رسالة باريس التي كانت تنشر بجريدة « فلسطين» ، « المحرر» و « الاتحاد الاشتراكي « ، التي عبرها قام بدور إعلامي نشيط جدا في الدفاع عن الوحدة الترابية ، وكذلك العديد من المقالات والدراسات التي نشرت ب « التحرير» و « المحرر» ثم خواطر مهاجر التي كان يكتبها بجريدة « البلاغ المغربي « مابين سنة 1982 و1984 .