من آيت اعتاب بإقليم أزيلال إلى آيت زينب بإقليم ورزازات، ظهرت عينة من قياد ينتمون إلى زمن كان فيه الشطط هو القاعدة الرئيسية عند استعمال السلطة، زمن كان الوقوف أمام سيادة القائد له طقوس خاصة ومراسيم يتوجب احترامها... فهو عين السلطة وعصاها التي لايتوجب أن تشق طاعتها، فشعار المرحلة كان «لاتناقش ولاتفكر ولاتعترض وإلا...» ونحن نتذكر «إلا» هاته وما تسببت فيه من مآسي تم جبر ضرر الكثير ممن اكتوى بها ممن يتوفرون على إثباتات، فيما سيجبر الله -سبحانه وتعالى- ضرر الباقي. فبآيت اعتاب بإقليم أزيلال أطلق السيد القائد العنان للسانه سبا وقذفا مستعملا قاموسه الخاص الذي استقاه من دروسه الخاصة من تحت الحزام نستحيي حتى أن نشير إليه تلميحا، توعّد وسب وشتم وأزال حزام الاحترام ليطلق وابلا من الألفاظ البذيئة -واتصالات المغرب شاهدة على كل هذا- لا لسبب إلا لأن سيادته شك في كون مراسل الجريدة هو من يقف وراء الكتابات التي تفضح سلوكاته وتصرفاته التي أزكمت الأنوف. وبآيت زينب بإقليم ورزازات يسود نوع من التذمر والاحتقان والترقب بين أوساط سكان هذه الجماعة المعروفون بطيبوبتهم، فللسيد القائد هناك سياسة خاصة في تدبير شؤون القيادة، بدءا من طريقة التعامل مع ظاهرة البناء العشوائي، وصولا إلى ملف الأراضي السلالية -القنبلة الموقوتة هناك- والتي يمكن اعتبارها فتنة نائمة يحاول السيد القائد إيقاظها بمحاولاته التدخل في شؤون القبائل بتأبيد تثبيت نائب على مزاجه الخاص. لن نخوض في الحديث عن الممارسات اليومية داخل الإدارة لكل منهما، ولن نسرد معاناة المواطنين الذي يلجون مقر القيادة لقضاء مصالحهم الإدارية، فتلك حكايات لن تكفي صفحات الجريدة لتدوينها. خلال سنوات الجمر والرصاص، كانت مجموعة من القياد يستمدون قوتهم من قوة أم الوزارات حينها، حيث كانت أبواب المقاطعات والقيادات هي المدخل الذي قد يؤدي بك إلى معتقل سري أو مخفر شرطة أو مركز درك تحل ضيفا على أحدها، يتفننون في إكرامك جيدا... وقد يكتفون بذلك ويخلى سبيلك في اليوم الموالي، أو قد يتعلق قلبهم بك فيصرون على أن تمضي أياما أخرى معهم وقد تكفلوا بك أحسن تكفل وهيأوا لك طبخة ستطيل إقامتك في دار المخزن. لكن قيادنا الذين نتحدث عنهم، يستمدون قوتهم من أولياء نعمتهم، فتراهم يجاهرون بأصولهم وانتماءاتهم أو بعلاقاتهم... يستمدون شرعيتهم من هؤلاء ويتباهون بها علنا. أكيد أن مثل هؤلاء القياد أقلية، وأكيد أيضا أنها حالات استثنائية والاستثناء لايقاس عليه، لكن الحتمي والضروري أن تقطع الإدارة الترابية مع مثل هذه الممارسات وأن تصلح ما اعوج من هذه السلوكات لكي تعيد الأمل في نفوس المواطنين والثقة في إدارتنا الترابية.