الجزائر، بلد مفتوح على على افريقيا جنوبا عبر حدوده مع مالي والنيجر، مغاربيا مع تونس وليبيا ومع ... المغرب. شماله الساحلي يشاطئ البحر الابيض المتوسط . هذا الموقع فتح شهية قيادتيه السياسية والعسكرية لبناء استراتيجية هيمنة بالمنطقة . منذ بداية السبعينات شكل المغرب احد الجبهات التي تشن عليها الجزائر حروبها الضروس . تتعدد الجبهات وتتنوع الوسائل، وتحرس قيادة الاركان التي تخوض هذه المعارك على توسيع ساحات المعارك . وطيلة الاربعة عقود الماضية كانت المؤسسة العسكرية لجارتنا الشرقية تضع من بين اولوياتها إستهداف الوحدة الترابية للمغرب ، ووجدت في جبهة البوليساريو الشجرة التي تخفي وراءها غابة اطماعها التوسعية. اركان حرب الجزائر ابرز شخصياتها الرئيس الراحل هواري بومدين، والجنرال محمد العماري، والجنرال خالد نزار والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي كان في بداية صياغة الاستراتيجية وزيرا للخارجية ... وتشكل مؤسسة سونتراك للمحروقات الصندوق الذي يمول أتون الحروب ويوفر لها الامكانيات . الملف التالي يتناول عددا من ساحات هذه الحروب ويتطرق الى ابرز محطاتها . مصطفى العراقي من بين الصور الكاريكاتورية لحرب الرمال بين المغرب والجزائر، أن امبراطور الحبشة هيلاسي لاسي وكان وقتها (أكتوبر 1963) رئيسا لمنظمة الوحدة الافريقية، زار المغرب فتم استقباله بحفاوة كبرى وكأن الرباط قاعة افراح ،وعندما تنقل الى الجزائر وجد من مدرج المطار الى مقر اقامته كل المسؤولين يرتدون البدلات العسكرية وفي شوارع العاصمة حالة استنفار: سيارات وشاحنات الجيش الجزائري تملأ المدينة . سأل هيلاسي لاسي أحد المسؤولين الجزائريين: مالذي يقع عندكم؟ أجابه: إننا في حرب مع المغرب. قال امبراطور الحبشة؟ ان المغاربة ليس في علمهم أنكم في حرب معهم .الرباط هادئة، الحياة فيها عادية ، مليئة بالأحتفالات. هذه الصورة تبين أن جارتنا الشرقية التي كانت تعيش وقتها صراعات مابعد الاستقلال (1962) بين أجنحتها العسكرية ، سعت الى تصريف احتقاناتها من خلال استغلال حدث عسكري عادي في رمال الصحراء (شرق درعة قريبا من كولمب بشار ومخيمات لحمادة) الى حرب أوحت من خلالها للعالم أنها الضحية. كانت حرب الرمال أول حرب بين المغرب والجزائر اللذان جمعهما تاريخ نضالي مشترك في مقاومة الاستعمار الفرنسي. كانت أول حرب تضع لها المؤسسة العسكرية الجزائرية آفاقا واستراتيجيات تتناسل الى اليوم نقطتها المحورية :إضعاف المغرب . تعددت أوجه وفصول حرب الجزائر ضد المغرب طيلة الخمسة عقود الاخيرة، وارتكزت على عدة جبهات: القارة الافريقية، التجمعات الاقليمية. الحدود المشتركة. الفضاء الحقوقي، التراب الاسبني بمكوناته الجمعوية، الانترنيت، الاممالمتحدة واجهزتها...، تم خلالها توظيف امكانيات ضخمة وفرتها عائدات المحروقات ، فالجزائر تعد من الدول التي يذر عليها البترول والغاز مايقارب المائة مليار دولار سنويا، كما تم استغلال ظروف إقليمية ودولية لدعم الاطروحة الجزائرية وشن هجوم سياسي في عواصم عديدة وفي المنظمات الدولية.