قلائل هم الذين يعرفون الدور الذي تقوم به مصالح القنصلية العامة الأمريكية في الدارالبيضاء، من خلال دعمها لعدد من ساكنة المدينة الأكثر فقرا، سواء في سيدي مومن أو حي الإدريسية، أو درب غلف أو ليساسفة. بل هناك برامج تعاون عديدة مع جمعيات محلية، على مستوى التكوين في اللغة الإنجليزية وفي مجالات الرياضة (خاصة كرة السلة)، وكذا مجالات حفظ الصحة والتكوين المساعد على الإنخراط في سوق الشغل. وهو عمل يتم عموما في صمت وبدون «بهرجة» إعلامية. الجديد هذه المرة ، تمثل في الزيارة التي قام بها السفير الأمريكي الجديد صامويل كابلان إلى أحد أقدم أحياء الدارالبيضاء، وهو حي درب غلف، من خلال الشراكة المبرمة بين جمعية «درب غلف للتنمية» التي يرأسها اللاعب الدولي السابق صلاح الدين بصير ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر وسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط، فقد قام السفير الأمريكي يوم الاربعاء 21 أبريل 2010 بزيارة لمدرسة الحطيئة بهذا الحي الشعبي، من أجل إعطاء إنطلاقة برنامج «Access » لتعليم اللغة الإنجليزية لفائدة أبناء الحي الممدرسين، حيث أشرف رسميا على افتتاح هذا البرنامج التكويني لهذه السنة ، كما تم توزيع شواهد استحقاق على التلاميذ المستفيدين من هذا البرنامج. وفي نهاية اللقاء أدلى كل من السفير الأمريكي ورئيس الجمعية بتصريح لوسائل الإعلام حول أهمية اللغة في التواصل الحضاري. المبادرة الأمريكية، هذه تأتي في الحقيقة، لتعزز الدور التقليدي الذي ظلت تلعبه المصالح الديبلوماسية الأمريكية في بلادنا منذ سنوات. وهو الدور الذي ظل يبصم على حضور في مجالات دقيقة ومحددة ترتبط بالمناطق الأكثر هشاشة سواء في المدن أو البوادي المغربية. وذلك من خلال برامج مدققة، وذات استراتيجية مضبوطة، تكون نتائجها العملية واضحة. وهو الأمر الذي ظل يسجل منذ فترة السفير الأمريكي الأسبق إدواردو غابرييل، ثم السفيرة تيتويلر، ثم السفير توماس هيلي، وكلهم سفراء ينتمون للحزبين الديمقراطي والجمهوري بالولاياتالمتحدةالأمريكية، مما يترجم وحدة لدى هؤلاء الديبلوماسيين في التعاطي مع سياسة التعاون المحلية المغربية، من خلال نسج العلاقة مع فعاليات المجتمع المدني، ذات الإسقاط التنموي الملموس والمباشر، بعيدا عن الغايات السياسوية أو الإنتخابوية!