الملك غاضب على الوالي!... الوالي «مقلقين» عليه.. هذا ما تلوكه الألسن هذه الأيام حول والي الدارالبيضاء، وحتى من طرف مسؤولين! لما تسأل هؤلاء كيف عرفتم ذلك، لن تجد جوابا . وتختلف الأقاويل بين هذا وذاك حينما تحاول أن تمنطق الأمور وتسأل من جديد: كيف عرفتم سر مادار بين ملك البلاد والوالي، خصوصا وأن الجميع يؤكد أن مضمون «الغضبة» وجهت إلى الوالي فقط بدون أن يكون هناك أحد حاضرا؟ تجد جوابا جاهزا ومقتضبا وهو : «كانت باينة»! معلوم أن عاهل البلاد، كلما حل بمدينة إلا وأعطى تعليمات وسجل ملاحظات، تكون هي خريطة الطريق في المستقبل. وبالطبع هذه الأوامر والتعليمات تعطى للمسؤولين الأولين عن المدينة ممن عينهم جلالته من أجل خدمتها. أتذكر حينما كان ادريس بنهيمة واليا على العاصمة الاقتصادية وجاء بمخطط من شأنه أن يخرجها من طابع شبه البداوة الذي تعيشه، كيف خرجت لوبيات لمحاربته بمن فيهم من يدور في فلك سلطته، بعدما اكتشف بأن الباعة الجائلين يدعمهم بعض رجال السلطة، بل منهم من يمول تجارتهم ! كما خرج لوبي العقار ليطلق إشاعات من قبيل أن بنهيمة يتوفر على معمل لصنع «البيشان»، لذلك هدم ما يحتله بعض أرباب المقاهي والمطاعم وغيرهم بواسطة الآجور، وأصدر مذكرة لوضع «بيشان» بدلها ، وهي إشاعة مغرضة، كما تأكد ذلك فيما بعد، لمحاربة رجل كان يقف حاجزا أمام لوبيات كبيرة تستغل المدينة لمصالحها وتغرقها في المشاكل والفوضى! نخشى ما نخشاه أن تعيد هذه اللوبيات، التي تستغل كل موقف، الكرّة كلما سنحت الفرصة بذلك، كما وقع للعامل السكروحي بمنطقة النواصر حينما وقف للوبي الأبنية العشوائية ليواجه وابلا من الاشاعات والتهجم، ليظهر بعد ذلك حين غادر منصبه ذاك، أن البناء العشوائي عشعش حتى في قلب المدينة ولم يعد مقتصرا على الضواحي! الاشاعات التي يروجها «راديو المدينة» تكون غالبا مسمومة ينتجها لوبي الفساد كلما أغلقت أبواب الاستغلال غير القانوني أمامه. ومعلوم أن الوالي الحالي، كان صارما في عدة مواقف سواء مع بعض المنتخبين المتاجرين في الصفقات أو مع بعض «المنهشين» وغيرهم من «رعاة» الفساد والإفساد. لست بصدد الدفاع عن الوالي، لكن يجب أن نحكم المنطق، ويجب أن نتخوف ممن يستغل مثل هذه المواقف ليعيث نهشا في المدينة. الملك ملك، وله كامل الحق في أن يوجه المسؤولين بالطريقة التي يراها هو ملائمة ومجدية، وليس لنا الحق أن نفوق مستوى الإدراك البشري لنصبح عليمين بما دار بين ملك ومسؤول!