1 هكذا أراها قواقع فارغة هكذا أراها أنصاف ثمار هكذا أراها مخيال صبي فقير يرسم وردة على ورق خشن هكذا أراها حبيبات رمل أهملها الجزر هكذا أراها عرجاء عكازها صديق حزين 2 هكذا أراها تنام على فراش غريب تودع أحلامها بجوقة وساوس حين أخفقها الرسم سقط الإطار مضى اللون الأزرق استوى سيدا لا ينام 3 هكذا أراها تفارق كفي تسقط...ما كانت الأرض غير حجارة تصدر صوتا من يدي فاجأني جسدي يصوغ المجيء يستعيد دما من هي؟ 4 هكذا أراها غيمة قريبة من الرماد ترتدي قميصا من صوف أبيض منطفئ تذبل بتوغل العواصف تجد الصمت وثيرا للبقاء 5 هكذا أراها رغبة تعترض الطيور وأيائل ترسم نمرا أعرج وغبارا لسيدة مكلسة 6 هكذا أراها على مربع الروح تقيم عرشا من ضوء أو وردة جاورت الماء يتوحد البني بالبني فيسقط التراب 7 هكذا أراها يدا تستدير تختط ارتجاجا قلبيا بمنديل أسود ناعم مثل زنجية داهمها البياض في اللوحة وتحتج تحت بياض الشمس برغبة مخاتله 8 هكذا أراها مثل فارس مر أبصر الطحالب تنمو فوق الأغصان كالأذرع تمر عليها الرياح لا تتحرك حيث الثمار ترقد جرداء على الأرض 9 هكذا أراها مثل سمكة تنضوها عيني حالما تقفز خارج الماء أبتسم... قطعة قطعة تزحف الرؤية تنفتح وتنغلق أو تدق عبثا بين الساعد والرسغ تصنع تجاعيد وجه يشبه وجه فتى مقبل على النوم مثل مهر جامح يركض في زوايا الاستلقاء يليق بخفته شيء كالغضب يعتريه 10 هكذا أراها شريطا لنبض الحياة لا يدندن تندب مصيره الحركة والخدوش مشروخ من جهة الرؤية اضغط سيواصل الكلام اضغط صرت أسمع نبضه تأكد من سكته الطويلة الفظيعة لن يتزحزح لا بد أن له غرة شرسة لا تعجبي كليوباتر وحدك في الخارج والهواء معك راكد مشغول بالتغلغل 11 هكذا أراها ترفع صوتها تظن أن هيبوليتوس* لا يسمع جنونها المفيد أنى رأيت انتهاء العالم سنسكب خطواتنا فوق خيوط متشابكة قد لا يأتيها المساء ومع ذلك لا نبصر شيئا 12 هكذا أراها تمص إبهامها من تحت أهداب كاسحة هكذا أراها مضغوطة على شاطئ قرية عند معبد أبولو هكذا أراها مثل هسيس يصوغ تناسبه برهبة هكذا أراها على ما هيأت لذاتها ماء وظنونا هكذا أراها جذورا..... أي ملح ستألف؟ وأي ملء يصنعه الفراغ؟ بطل مسرحية «هيبوليتوس» للأديب الإنجليزي يور بيديز.