«.. أمن المكتب الوطني للسكك الحديدية خلال الفترة ما بين6 مارس و4 أبريل الجاري ،التي تصادف عطلة الفترة البينية الثانية من السنة الدراسية الجارية نقل مليون مسافر. فقد عرفت المحطات الرئيسية لشبكة النقل السككي تدفقا كبيرا للمسافرين مع تسجيل عودة مكثفة يوم الأحد الماضي حيث بلغ عدد المسافرين في يوم واحد فقط 110 آلاف. وقد نجح المكتب في هذه العملية بفضل جملة من الإجراءات تتمثل في تعبئة جميع العاملين بقطاع السكك الحديدية والإمكانيات المادية مما ساهم في ضمان تنقل زبنائه في ظروف جيدة تتسم بالسلامة والراحة. وتم خلال هذه الفترة السهر على السير الجيد للرحلات مع تقديم المساعدة للمسافرين سواء بالمحطات أو على متن القطارات...». انتهى بلاغ السيد الخليع مدير المكتب الوطني للسكك الحديدية، انتهت الصورة الوردية التي حاول البلاغ تقديمها عن قطاراتنا خلال العطلة البينية. «الحيلة» قد تنطلي على من لم يسافر عبر القطار خلال هذه العطلة، لكنها لن تنطلي على كل من اكتوى بنار السكك الحديدية، لن تنطلي على من قضى رحلة ليلية عبر القطار من وجدة إلى الدارالبيضاء أو في الاتجاه المعاكس مكدسا في عربات غاب عنها التكييف، لن تنطلي على من وجد نفسه مضطرا لحبس أنفاسه ساعات الرحلة الطويلة بعد أن تعذر عليه استعمال مرحاض القطار الذي أصبح في وضعية مزرية! لن ينطلي الخطاب ومحاولات تبييض الواجهة على من قضى ليلة كاملة في عربات مضاءة لايمكن أن تستعمل في الرحلات الطويلة مابين وجدةوالدارالبيضاء أو بين مراكش وطنجة ليطلع الصباح وقد أصابته «الشقيقة» . لن ينطلي الخطاب عمن بات ليلة كاملة يرتعد من شدة البيت أو وجد صعوبة في التنفس من شدة الحر.. إنها قطاراتنا التي تبيض ذهبا للمكتب الوطني للسكك الحديدية، قطاراتنا التي أصبحت تفتقر لعناصر الأمن الخصوصي وخدمات الأعوان الذين يراقبون تشغيل تجهيزات العربات. انها قطاراتنا التي بشرنا بها الخليع وغلاب خلال الرحلة الصحفية بين الدارالبيضاءومراكش، إنها قطارات لم تعد تراعي حاجيات المسافرين مادامت « الحركة دايرة والفلوس داخلة والمراقبة غايبة..» فبشرى للسيد الخليع بحصيلته المليونية، وبشرى للسيد غلاب بزبائن قطاراته التي تتحول صيفا إلى حمامات شعبية وشتاء إلى ثلاجات متحركة...