الرداءة هي ما تقدمه وتعده القناتان المغربيتان «الأولى» أو الثانية أحيانا، تحت التستر، إما وراء إرضاء شريحة من المشاهدين المغاربة عن قصد وسوء نية مبيتة، وإما بتطبيق »قضي باللي كاين« أو »هاد الشي اللي عطاه الله« بالتركيز على استغلال «مراعاة المستوى الثقافي الضعيف» الذي لا يسمح بتاتا بتقديم برامج تفوق مستوى فئة كبيرة من أبناء الشعب المغربي! لكن الحقيقة تكمن في غياب التكوين و عنصر التخصص والافتقار المعرفي وعدم امتلاك الخلق والابتكار والتصورات الصالحة لتقديم الجودة التي يبدو أنها لا وجود لها في قاموس بعض المسؤولين، إداريين كانوا أم غير ذلك، وحتى من يسند لهم إعداد وتقديم بعض من سخافات تسمى تجاوزا سهرات أسبوعية و فكاهة! إن الكل يتحمل مسؤولية الرداءة المقصودة، خصوصا مصالح الانتاج الدرامي واللجنيات المختصة، لأن أغلب ما يصادق على إنتاجه يثير الجدل!؟ ولأن المستوى التدني الذي يخيم على معظم البرامج يحتاج إلى توضيح للمقاييس و المعايير التي يرتكز عليها للمصادقة على «مسلسلات» و«سيتكومات» و«أفلام تلفزية» وهلم جرا.. تشكل في الأخير «أطباقا» تلفزيونية للمشاهد المغربي، وأي أطباق؟ إن ما يروج في كواليس الانتاج والانجاز... هو تفشي سلوكات لا علاقة لها بالمهنة والمهنية.. والعهدة على من هم متذمرون منها في الميدان الفني! لقد تناولت منابر الوطنية، وبإسهاب، في أعمدة ومقالات نقدية الرداءة و«الخروقات» و«التجاوزات» وضعف المستوى، والافتقار إلى الحس الفني الحقيقي لبعض البرامج !؟ التي تساهم في تغييب التربية الجمالية وفساد الذوق والتطفل على الميدان !؟.. لا يحتاج كل ذي ذكاء يقظ إلى جهد ليكتشف الأثار في كل ما أنجز وينجز عبر القناتين - القنوات في ظل تواجد نقابات فنية وتواجد الهيئة العليا للاتصال اللسمعي البصري الوطني (الهاكا) التي لم يستطع بعد المتتبع والمشاهد، تحديد مهامها الحقيقية، وكذلك وجود لجن إعداد وتقديم وطاقم اداري وميزانيات ضخمة حبذا لم خصصت بكل المصداقية و النزاهة و الشفافية في تحسين برامج مغربية تحقق «تنمية» تلفزيونية طموحة قائمة على أسس علمية ومهنية.. فهل من مجيب ؟!