لم تعد السلوكات / التصرفات التي تمتح مرجعيتها من «الشغب» المرتبط ب«النتائج الرياضية»، مقتصرة على مدرجات الملاعب أو مقاعد القاعات تبعا لنوع الرياضة الجماعية الممارسة ولكنها أضحت، في الآونة الأخيرة، حاضرة بقوة بفضاءات أخرى، كانت إلى وقت قريب في منأى عن تداعياتها و«ظلالها» القاتمة، كما هو الشأن بالنسبة للمقاهي. فعلى طول الجغرافية البيضاوية، تحولت نهاية الأسبوع وكذا وسطه مع البرمجة الوطنية الأخيرة إلى موعد يؤرق بال العديد من أصحاب ومسيري المقاهي، سواء المتواجدة منها بأحياء شعبية، أو تلك التي رأت النور بتراب التجزئات والتجمعات السكنية الحديثة. «في البدء كانت الأمور عادية، حيث كان الزبناء يستمتعون بالهدوء المطلوب في أي محل محترم، لكن مع توالي الشهور فوجئنا بمجموعات من الشباب يأتون من أحياء متفرقة من أجل متابعة جماعية لإحدى مباريات قطبي المدينة الوداد والرجاء» يقول مسير مقهى بسيدي معروف، مضيفا «المقلق في هذا المستجد أن بعض هؤلاء يحاول أن يمارس طقوس الفرجة بالملاعب داخل المقهى، المتمثلة في الرقص فوق الكراسي والموائد التي غالبا ما تتعرض للإضرار، وهي حالة نعيشها أساسا مع مباريات الفريقين البيضاويين، وكذا مع لقاءات البارصا والريال الإسبانيين»! إن ظاهرة «الشغب» المرتبطة بالفرجة الجماعية داخل المقاهي، وامتداداتها، أحيانا، إلى المحيط المجاور من خلال التشابك بالأيدي وتبادل الضرب، تحمل في طياتها، كما يقول بعض الأساتذة والفعاليات الجمعوية، العديد من الإشارات التي تهم «جوانب التأطير والتربية على الروح الرياضية، التي تقتضي تقبل نتيجة مباراة رياضية ما بشقيها الإيجابي والسلبي (الانتصار / الهزيمة)، وإدراك أن الفرجة معناها بالأساس الإستمتاع بعرض ما، وكل عنف أو شغب، إلا وأفقدها محتواها والغاية منها»! وفي السياق ذاته، طرح بعض المنزعجين من انتقال عدوى «الروح اللارياضية» إلى المقاهي ولو من باب التمني فقط ! إمكانية التفكير في خلق «جمعيات محبي ومناصري الوداد والرجاء البيضاويين داخل المقاهي»، تكون مهمتها الأساسية «السهر على تنظيم الفرجة وجعلها تمر دون تكبيد أصحاب هذه الفضاءات أية خسائر»!