عبر المشاركون في الندوة الدولية حول موضوع «إصلاح ميثاق الأممالمتحدة - خطاب القائد معمر القدافي أمام الجمعية العمومية نموذجاً» عن مواقف تصب كلها في اتجاه التأكيد على أن ديباجة الميثاق عادلة ومنصفة لكافة الدول والشعوب بينما ما تلاها من نصوص وقوانين تتناقض مع الديباجة وتفرض هيمنة الدول القوية على حساب باقي الدول، وإذا كانت بعض التدخلات قد وقفت عند حدود تأييد ما جاء في خطاب القدافي وتعاملت مع الندوة وكأنها مهرجان خطابي فإن البعض الآخر اختار معالجة مواضيع محددة من الجوانب التي تفرض تغيير الميثاق الحالي ومنها ما ذهب إلى حد تقديم اقتراحات نصوص قانونية بديلة بما فيها تحديد التمثيلية داخل مجلس الأمن. الندوة التي انعقدت أول أمس بالرباط بحضور الأمين العام التنفيدي للمنظمة العالمية لموليد الفاتح 69 أ. زهير علي بالتمر ، وبحضور ممثلين عن عدة هيئات وطنية وعربية. كانت مناسبة تناول فيها ممثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الرحمان العمراني موضوع الإصلاح على أساس أنه يطرح في العمق وظيفة الأممالمتحدة وأدوارها والقيم القانونية التي تؤسس عملها في عالم متحرك، متغير ومتحول علي كافة المستويات، كما أنه يطرح ملاءمة وجود منظومة الأممالمتحدة مع حقائق العصر وتطوراته باتجاه النجاعة والكفاءة والعدالة ويستحضر المستجدات كظهور مخاطر وتهديدات جديدات كاختلال التوازن البيئي والجريمة المنظمة والإرهاب وأخطار التفككات القومية الناجمة عن التفككات الإثنية والفقر والمشكلات المرتبطة بتدبير تداعيات الهجرة. فالندوة التي سايرت طرح القدافي في اتجاه بلوغ الإدماج عوض الإقصاء وفي اتجاه النمو والتطور عوض الهيمنة والاستبداد شكلت لبنة أخرى ضمن صيرورة عالمية تطالب بميثاق أممي يحقق العدالة والتكافؤ والاحترام المتبادل بين الدول والشعوب.