توفي فجر أمس الثلاثاء بالرباط المهدي بنونة, مؤسس وكالة المغرب العربي للأنباء وأول مدير لها, عن عمر92 عاما وذلك بعد صراع طويل مع المرض, وفق ما علم لدى أسرته. وأوضح المصدر أن جثمان الفقيد ووري الثرى أمس في تطوان عقب صلاة العصر. وشغل المهدي بنونة, الذي ازداد بتطوان في22 فبراير1918 , في1958 -1959 , منصب مستشار مكلف بالصحافة والعلاقات العامة لدى جلالة المغفور له محمد الخامس. وفي1929 , بدأ دراساته الثانوية بجامعة النجاح في نابلس بفلسطين, ولدى عودته إلى المغرب, سنة1936 , لم يمكث سوى سنة قبل أن يغادر إلى القاهرة في1937 , حيث سيتلقى تكوينا في الصحافة وحصل على دبلوم سنة1941 , ليلتحق بجريدة «الأهرام» حيث اشتغل إلى غاية1944 . وخلال إقامته بالقاهرة, شارك سنة1937 في تأسيس لجنة الدفاع عن المغرب الأقصى. وفي سنة1944 , عاد إلى المغرب ليكرس نفسه للتعليم بالمعهد الحر بتطوان وشارك في تأسيس نقابة العمال التابعة لحزب الإصلاح الوطني, والتي انتخب عضوا بلجنتها المركزية. وأسس بالأمم المتحدة مكتب الربط بين الحركات الاستقلالية لبلدان شمال إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس) وفي1959 , أسس وكالة المغرب العربي للأنباء, التي سيظل رئيسها ومديرها العام إلى غاية1975 . كما كان مؤسس ومدير نشرة «لا ديبيش» التي توقفت عن الصدور نهاية أكتوبر1971 . وبين1958 و1962 , واكب وساهم في تأسيس وكالات الأنباء التونسية والليبية والسينغالية والمالية والجزائرية, ثم أشرف على تأسيس وكالة أنباء منظمة المؤتمر الإسلامي في1973 -1974 وبعد اكتشافه للعمل الإنساني خلال زلزال أكادير في1960 , انضم إلى الهلال الأحمر المغربي الذي صار رئيسا تنفيذيا له. وما بين1985 و1988 , تولى منصب الخازن العام للمجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وقد ألف الراحل المهدي بنونة العديد من الكتب, وكان أولها الذي صدر باللغة الانجليزية ««مغربنا, القصة الحقيقية لقضية عادلة». وقد تم إصداره سريا في المغرب سنة1951 . وكان آخر مؤلف باللغة العربية « المغرب, السنوات الحرجة», قد نشر سنة1989 بمنشورات الشرق الأوسط. وتقديرا لعمله في مجال الصحافة وحقوق الإنسان, تم توشيح الراحل المهدي بنونة في العديد من البلدان الإفريقية والشرق أوسطية وأسبانيا والمغرب.