سطرت مجموعة من المدارس الخصوصية، في الأيام الاخيرة، برامج ولقاءات حول السلامة الطرقية والوقاية من حوادث السير.. وهي بادرة لا يمكن للمرء إلا أن يثمنها، بالنظر إلى أن اهتمام المؤسسات التربوية بهذا الموضوع يزرع في أذهان فلذات الأكباد هذه «الثقافة المدنية» التي أضحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، خاصة في مدينة مثل الدارالبيضاء ، التي تتحرك في شوارعها ، يوميا، أزيد من 500 ألف سيارة خاصة، و13 ألف سيارة أجرة ، وما يقارب 2000 شاحنة مختصة في نقل بضائع الميناء، إضافة الى حوالي 2000 أخرى ذات اختصاصات مختلفة، و440 حافلة نقل تابعة لشركة «مدينة بيس» وحوالي 400 أخرى تابعة لشركات الخواص، هذا دون احتساب سيارات النقل السري وسيارات الشركات والسيارات التابعة للجماعة الحضرية والمقاطعات والمؤسسات العمومية وسيارات نقل الاطفال التابعة للمؤسسات التربوية الخصوصية وسيارات الاسعاف، وسيارات الأمن الوطني و«السيمي» والدرك والجيش ، ثم وسائل النقل العابرة للدار البيضاء يوميا، دون الكلام عن الدراجات النارية وغيرها. بمعنى أننا أمام «غابة» من الحديد المتنقل في طرقات الدارالبيضاء ذات البنية التحتية الهشة المؤثثة بالحفر، وبوسائل تشوير مخربة وطرقات ضيقة وأشغال وسط الطريق لاتتوقف يوما عن يوم، دون إغفال «جحافل» عربات البيع بالتجوال..، أي أن لهذه المدينة خصوصية أخرى لاتشبه المدن العالمية الكبرى، وبالتالي فالتثقيف حول السلامة الطرقية، يجب أن ينطلق من أسئلة من قبيل: ماهي المدينة ؟وكيف يجب أن تكون؟ وما الفرق بين الرصيف و«الشانطي»، لأن الدارالبيضاء لايفهم فيها حتى الراشدون هذا الفرق، فما بالك بالأطفال الصغار ؟!