احتضن مركز عكراش التابع للمكتب الوطني للماء والكهرباء الجمعة الماضي لقاء من تنظيم الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجلس الهجرة ضم أزيد من 60 مختصا مغربيا، مقيمين بالخارج، في مجالي البيئة والتنمية المستدامة، لمناقشة مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وجاء هذا اللقاء لتسليط الضوء على مساهمة مغاربة العالم في الأوراش التنموية التي يعرفها المغرب من بينها النقاش الوطني حول البيئة و التنمية المستدامة وذلك في إطار الديناميكية التي أعطى انطلاقتها ملك البلاد محمد السادس و المتعلقة باعداد ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة. وفي هذا الصدد أوضحت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة، خلال هذا اللقاء المنظم حول موضوع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة: أية مساهمة للمغاربة المقيمين بالخارج?» أن المغرب يعول على أفراد الجالية بالخارج الذين يمكنهم المساهمة، من خلال استثماراتهم وتجربتهم وخبرتهم في هذا الورش الكبير. وأضافت السيدة بنخضرة أن تبادل وجهات النظر، خلال هذا اللقاء، ضروري للتوصل إلى عمل تضامني وتشاوري للتنمية المندمجة والمنسجمة، موضحة بهذا الصدد أن مسلسل المشاورات حول هذا المشروع، على مستوى الجهات الستة عشر للمملكة، ينبغي أن يشرك مغاربة العالم. كما اعتبرت الوزيرة أن سياسة التنمية المستدامة ينبغي أن تكون بالأساس سياسة انخراط للجميع وسياسة استباقية تدمج كافة التغيرات العميقة. وأضافت أن هذا الميثاق، ينبغي أن يؤكد على أن المحافظة على البيئة انشغال دائم لكافة المواطنين مع الحث على تكريس العمل البيئي من خلال تعزيز الترسانة القانونية والتنظيمية ووضع آليات التمويل بالخصوص. من جهته، اعتبر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، أن مغاربة العالم يعدون خزانا للكفاءات له إمكانات كبيرة من حيث التنوع والحيوية والكفاءة العالية. وأشار إلى أن مشاركة الكفاءات في هذا النقاش حول الميثاق يعد بالغ الأهمية ضمن هذه الدينامية التشاورية، على اعتبار مواطنتها المزدوجة، من «هنا وهناك». وأوضح الوزير أن التجربة المكتسبة في هذا الميدان ستمكن مغاربة العالم من المساهمة في إعداد هذا الميثاق، مع العمل على تعبيد الطريق أمام تطبيقه. من جانبه، أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد إدريس اليزمي، أن مبادرة إدماج مغاربة العالم في هذا النقاش الوطني يبرز مساهمتهم الحضارية في الجهود التي تروم الحفاظ على البيئة. واعتبر اليزمي أن هذا اللقاء يشكل خطوة أولى في مسار تبادل وجهات النظر وإرساء التعاون، باعتباره في طور التأسيس ما بين الكفاءات والفاعلين المحليين في مجالي البيئة والتنمية المستدامة. وتميز هذا اللقاء، المنظم بشراكة بين الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بتنظيم ورشات موضوعاتية تهم بالأساس «الميثاق: جهود الدولة والجهات والجماعات المحلية : أي توزيع للاختصاصات»، و»أية تجارب رائدة»، و»الصحة والسلامة والبيئة والطاقات المتجددة»، و»أية آليات لمساهمة الكفاءات المغربية بالخارج». وفي الاطار نفسه وتثمينا لهذا اليوم الدراسي كان للوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج محمد عامر لقاء مع الكفاءات المغربية في مجال البيئة في فندق كولدن توليب بحضور أطر وزارته وممثلين عن وزارة الطاقة و المعادن وكتابة الدولة في البيئة، وذلك لوضع خطاطة عمل من أجل تطوير مساهمة مغاربة العالم في هذا الورش الكبير حيث تم الاتفاق على وضع عدد من الاجراءت منها ضرورة تثمين كل الجهود التي تصب في هذا المجال وفتح الباب أمام المشاريع البيئية وتقديمها في أقرب الآجال بالتنسيق مع كتابة الدولة في البيئة من أجل ترشيحها لجائزة الحسن الثاني للبيئة، وضع دليل خاص بالكفاءات المغربية في مجال البيئة، فتح مشاورات من أجل تحديد الحاجيات والانتظارات في مجال البيئة، مرافقة ومواكبة جميع المشاريع البيئية التي يشرفها عليها مغاربة العالم شريطة التنسيق حول هذه المشاريع مع الوزارة في وقت مبكر حتى تكون الوزارة على علم مسبق بهذه المشاريع، وأخيرا ضرورة أقحام الكفاءات المغربية المقيمة في الخارج في كل المشاريع التي تهم التوأمة بين المدن المغربية ونظيرتها الدولية.