اختارت القناة التونسية «نسمة تي. في» أن «تفتح قلبها كقناة عمومية على المستوى الدولي، وأن تضع هوائياتها رهن إشارة الشعب الفلسطيني»، إنه بعض من خطاب القناة الموجه لجمهور المغرب العربي على الخصوص، بمناسبة تخصيصها لأسبوع من البث «لأول مرة تلفزيا» تحت شعار الأمل تكريما لفلسطين والفلسطينيين في الفترة ما بين 8 و13 مارس الجاري. «فلسطين في قلب المغرب الكبير» محور ترجمته القناة على مدار أيام الاحتفاء والتكريم الذي عرف مشاركة عدد من الفاعلين العرب والمغاربيين وعلى الخصوص لفلسطينيين من مختلف البقاع الذين حققوا نجاحات في مختلف المجالات، الذين لبوا دعوة القناة وحلوا ببلاطو ناس نسمة للحديث عن فلسطين والتعبير عن مشاعرهم ومواقفهم، ويحكوا/يرووا للجمهور/ المشاهد لحظات خالدة من التاريخ ومن تجاربهم الشخصية والواقعية. مداخلات اتخذت عدة صيغ تارة جادة وتارة أخرى هزلية بنوع من الكوميديا السوداء التي تعبر عن عمق معاناة الشعب الفلسطيني مع العدوان الصهيوني الغاشم، كما هو الحال بالنسبة لحلقة البرنامج لمساء الخميس التي قدمت فقرة كوميدية تنطق بالقمع الصارخ الممنهج على الفلسطينيين لكن تم تقديمه في قالب معاكس/مغاير كما لوم أن مقدمين في التلفزيون الإسرائيلي هما من تعرضا للعدوان فجاءت الفقرات مليئة بالعبر والدلالات. الحلقة ذاتها استضافت محمد سالم الشرقاوي ممثل بيت مال القدس للحديث عن موضوع التبرعات لدعم القدسوالفلسطينيين وهو المحور الذي ظل مثار اهتمام المملكة المغربية لسنوات ومعها الرأي العام العربي وحتى بعض الحقوقيين الدوليين، المتجسد في الاجتهاد في أشكال وصيغ دعم الشعب الفلسطيني. إلى جانب هذه الفقرات كان مشاهدو القناة على موعد مع عدد من الأشرطة السينمائية والتلفزية والبرامج الوثائقية، إضافة إلى سهرة ختامية مساء السبت، وهي الفقرات التي استأترث باهتمام عدد من المتتبعين واستطاعت بواسطتها القناة أن تتميز على قنوات تلفزية أخرى في جلب المشاهدين، فكانت بالحق التفاتة خاصة تستحق عليها «نسمة تي. في» القناة التي أنشئت في تونس سنة 2007 من طرف الأخوين التونسيين غازي ونبيل قروي والموجهة إلى جمهور المغرب العربي، أكثر من تقدير وهي التي تستطيع بين الفينة والأخرى أن تجمع مغاربة المغرب العربي حول محور ما.