سيحتضن قصر الحمراء بغرناطة غدا أول قمة أوربية مغربية، يرتقب أن تضع اللمسات الأولى علي تفاصيل مشروع شمولي لتوسيع المبادلات التجارية الحرة بين المغرب والاتحاد الأوربي، من المنتظر أن يتم الانطلاق الرسمي للمفاوضات حوله، قبل متم السنة الجارية. وقد أكدت لنا مصادر مقربة من الأجواء التحضيرية لهذه القمة ، التي تعد الأولي من نوعها بين الاتحاد الأوربي ودولة عربية، أنها ستمثل لحظة تاريخية في العلاقات المغربية الأوربية، إذ على ضوئها سيتم تفعيل الميكانيزمات الأولى للوضع المتقدم الذي منحه الإتحاد الأوربي للمغرب، والذي مازال ينتظر التجسيد على أرض الواقع، في العديد من المجالات، كتوحيد المواصفات والمعايير بين الطرفين، وملاءمة المساطر القانونية والجمركية المغربية لتعبيد طريق سيار في وجه التجارة والاستثمار.. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الإسباني، مخيل أنخيل موراتينوس إن المغرب يمكنه أن يتوقع الحصول على «دعم متميز» من الاتحاد الأوربي خلال القمة التي ستجمع الطرفين، سيما في المجالات السياسية، الاقتصادية والمالية. وجاء هذا التصريح في حوار قصير أجراه موقع رئاسة الاتحاد الأوربي مع موراتينوس، قبيل انعقاد قمة غرناطة يومي 6 و7 مارس الجاري، حيث كشف وزير الخارجية الإسباني عن بعض المواضيع التي تسعى إسبانية بصفتها رئيسة للاتحاد الأوربي مناقشتها مع «جارها الجنوبي القديم». وقال إن هذه هي أول قمة تجمع الاتحاد الأوربي مع بلد ثالث منذ المصادقة على معاهدة لشبونة، «وبالتالي فهذه إشارة مهمة وقوية لبلد مجاور للاتحاد الأوربي، مجاور لإسبانيا ومن الجنوب.» بالمقابل ينتظر الطرف الشمالي، أن يستأنف المغرب الإصلاحات المؤسساتية التي شرع فيها منذ سنوات، وقد عبر الاتحاد الاوربي عن ذلك صراحة في وثيقة سياسية داخلية، طرحت أثناء المجلس الوزاري الأخير للسبعة والعشرين، تحث على ضرورة استكمال « مسلسل الإصلاحات في مجالات (بعينها هي) حقوق الإنسان والدمقرطة ، والحكامة الجيدة، ودولة القانون» كما ينتظر الأوربيون من الرباط أن تعمل أكثر على تعزيز حرية الصحافة و استقلال القضاء . ويعتبر الطرف الأوربي في هذا الإطار أنه من «الجوهري» أن يتوفر المغرب على «نظام قضائي مستقل وشفاف، إن على مستوى حقوق الانسان أو على مستوى مناخ الأعمال ، الشرط المفتاح لتقارب حقيقي بينه وبين الاتحاد الاوربي». أهمية قمة قصر الحمراء، استلزمت حضور كل من، خوصي لويس رودريغيز، رئيس الحكومة الاسبانية المكلف بالرئاسة الدورية للاتحاد، وهيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوربي، ومانويل باروصو رئيس لجنة بروكسيل، أما الوفد المغربي الذي يرأسه عباس الفاسي، فيضم عددا من الوزراء بينهم الفاسي الفهري،صلاح الدين مزوار، رضا الشامي،محمد اخشيشن ، وعبد اللطيف معزوز.. وسيسبق هذه القمة اجتماع هام، بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ، والعشرات من الباطرونا الممثلين لكافة دول الإتحاد الاوربي.