نخصص ملف هذا العدد لتقديم الكتب الفائزة بجائزة المغرب للكتاب لدورة 2009، احتفاء باجتهادات مؤلفيها وتقديرا لعطاءاتهم في مجالات الإبداع والعلوم الإنسانية. وفي تصورنا فهذا الاحتفاء، هو، في الوقت ذاته، احتفاء بجائزة المغرب للكتاب التي صارت عنصرا هاما في الدفع بدينامية الإبداع والتفكير في بلادنا بما تتيحه من إمكانيات التحفيز والتباري المنتج. مثلما هي، اليوم، أحد العناوين البارزة لمغربنا الثقافي. لأجل ذلك تظل الحاجة إليها في صيغتها السنوية حاجة متواصلة إلى التكريم الرمزي لمفكرينا وأدبائنا الذين نعرف جميعا أنهم يبدعون ضمن شرط سوسيو-ثقافي صعب لم يترسم فيه وضع الكاتب اعتباريا، ولم يتأسس فيه بعد تقليد القراءة. وبسبب ذلك، الحاجة قائمة كذلك إلى ابتكار جوائز وطنية أخرى، وفي صدارتها أن تصبح للمغرب جائزة ثانية بإشعاع عربي ودولي، وبغلاف مالي هام مثلما هو معمول به في كثير من دول العالم. كما يمكن للمحافل الفكرية والأدبية بالمغرب (أكاديمية المملكة المغربية مثلا ) وللمؤسسات الاقتصادية الكبرى أن ترسي تقليد التكريم وتنوعه ليشمل جوائز للإبداع والفكر لدى المرأة المغربية، ولدى الشباب.. صدر المغرب وعطاءاته تسع أكثر من فكرة لاحتضان الإبداعية المغربية. كما أن مبدعينا ومفكرينا جديرون بكل أنواع الاحتفاء لأنهم رأسمالنا الرمزي وشرفاتنا المضيئة على المستقبل.