تعيش اليوم المواطنة المغربية نجلاء الحيمر التي تم إبعادها من الديار الفرنسية، في وضعية آمنة بعدما حلت بالمغرب نهاية الأسبوع قبل الماضي. غير أن هذا الوضع الآمن الذي تنعم به نجلاء مؤقتا لا يستثني كون هذه الشابة، في ربيعها التاسع عشر، تعيش بالرغم من كل هذا حالة ارتباك مست في الصميم مسار حياتها. فبعد مرور حوالي ثلاثة أيام، تسترجع نجلاء، هذه الشابة التي اعتقدت إنها وضعت ما يكفي من اللبنات المتراصة لبناء حياة جديدة ومتينة ببلد السيدة ماريان لحظات الأبعاد وتكشف عن نفسية مهزوزة عكس ما يمكن أن تشي به ابتسامتها المليئة وإحدى الوكالات تأخذ لها صورا لتؤثث مقالات صحفية ترصد وضعها الحالي بعد مغادرة فرنسا مرغمة. «لم أكن انتظر أن أعود يوما [إلى المغرب] خاصة في مثل هذه الظروف، فأنا تائهة كما لو إنني في عالم آخر»، هكذا تحدثت نجلاء، في أول خروج إعلامي لها للصحافة الفرنسية التي تتبعت خطاها بالمغرب، بصعوبة، فقد كانت نجلاء بالكاد تجد الكلمات لوصف وضعها الحالي الذي لم تستوعبه إلى حدود الآن. إن نجلاء، التي كانت إلى حدود السبت الماضي تعيش بين ظهران مواطني البلدة الفرنسية «شاتو رونار» وتتابع دراستها بشكل عادي بثانوية «فرانسواز دولتو دوليفي» شاءت الظروف ومعها القانون الفرنسي الخاص بوضعية المهاجرين، في شقه المتعلق بالمقيمين منهم بصفة غير قانونية على أراضي فرنسا لم تكن تعتقد أن زيارتها لرجال الدرك لتضع شكاية ضد أخيها الذي يسيء معاملتها باستمرار ستتحول إلى وضعها رهن الاعتقال الاحتياطي وانطلاق إجراءات ترحيلها إلى البلد الأم الذي غادرته سنة 2005 هربا من زواج بالقوة من أحد أقربائها. بمدينة الرباط، حيث تقيم حاليا منذ أن نفذ في حقها قرار الترحيل في «اطمئنان عن نفسها» كما وصفت وضعها الذي تحدثت عنه نجلاء بتفصيل في لقاء مفصل نهاية الأسبوع بصحيفة «لاربيبليك دي سونتر» الفرنسية، وقالت «انه بفضل كل هؤلاء الأشخاص، في إشارة إلى ساكنة بلدة «شاتو رونار» أتواجد هنا وأنني أقاوم». لقد أكدت نجلاء أن اختفاءها عن أنظار أقاربها سببه «الهروب من عقد قران قسري» وأوضحت «انه لهذا السبب غادرت المغرب سنة 2005، والآن فأنا لا أخشى والدتي لكن أخاف على الخصوص والدي وأخي. فأنا لا أود أن يصلوا حيث أتواجد». لم تخف نجلاء أملها في تفادي الوقوع بين أيدي والدها وأخيها وأسرت «أتمنى أن أعود إلى فرنسا واستكمل دراستي».. أَمَلٌ تحتفظ به في دواخلها غير أنه لن يخفي الجروح البينة، «طبيب نفساني سيتتبع حالتي، إن ضغطي في مستوى متدني جدا وفقدت الكثير من وزني»، تقول نجلاء.