لم يكلف نقاش الحساب الاداري لمجلس مدينة الدارالبيضاء أعضاء المجلس خلال الدورة التي عقدت يوم أول أمس نصف ساعة. ويبلغ رصيد ميزانية الدارالبيضاء، كما يعرف ذلك المتتبعون 248 مليار سنتيم، أين صرفت وكيف ناقشها الأعضاء في نصف ساعة! وكانت دورة الحساب الاداري للمجلس قد انطلقت في الحادية عشر صباحاً، أي بفارق ساعتين ونصف عن الوقت المحدد لها، قبل أن تتوقف حين باغت أحد أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة من منطقة عين السبع المجتمعين موجها وابلا من الشتم والسباب لأحد نواب الرئيس سفيان قرطاوي زميله في نفس الحزب، قبل أن يطال لسانه الجميع بمختلف النعوت ويتحول مقر الولاية إلى سوق حقيقية، تدخلت معها السلطات في محاولة ل«جبر خاطر» عضو الپام الغاضب على الجميع! أثناء ذلك، كان الحديث كله بين الأعضاء الذين غادروا القاعة عن حزب الپام الذي طرحت صراعات أعضائه في أول تجربة تسييرية له بالمدينة، هناك من اعتبر أن الشخص «المتهجم» مدفوع من طرف زملاء القرطاوي في الحزب،الغاضبين من مواقفه، وهناك من اعتبر أنه يستحق ما جرى له. ومعلوم أن التسيير في الدارالبيضاء، يجري على إيقاع الخلافات بين أعضاء الپام بخصوص من له أحقية تبوءموقع المنسق داخل المجلس، ومن يجب أن يحترم رئيس المجلس كلمته! الصراع بين أعضاء هذا الحزب جعل التسيير في المدينة يزداد لبساً وعبثاً. الجلسة ستستأنف بعد ذلك بجدول أعمال يضم 19 نقطة، احتل فيها الحساب الاداري،وهو أهم نقطة في الدورة المرتبة 17. ولنا أن نتصور النقط التي سبقته، أولاها، عرض حول الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، المصادقة على اتفاقية صداقة مع مدينة إسطنبول، المصادقة على اتفاقية تعاون مع مجلس جهة أولكيجواد بكينيا نفس الاتفاقية مع مدينة كودوجو ببوركينافاصو ونقط متعلقة بأرض ستخصص لبناء مسجد وأخرى ستذهب لنقل المدينة وليدك... وغيرها من النقط التي كان من المفروض أن تكون ثانوية. النقطة الأولى أي الاحتفال باليوم العالمي للبيئة ،سيتم فيها النقاش وحدها طيلة خمس ساعات ونصف من الرابعة إلى التاسعة والنصف مساء، إلى جانب نقطة ثانية وهي مهمة هذه المرة تهم الدور الآيلة للسقوط. ومعلوم أن «حرايفية» المجالس عادة ما يدرجون نقطاً للنقاش للتعويم ولفرض الإعياء على المناقشين ليتسنى لهم تمرير أهم النقط، وكذلك كان حيث صودق على الحساب الاداري أي طريقة صرف 248 مليار، في ظرف نصف ساعة، وهو وقت لا يمكن فيه حتى عدها نقداً بواسطة اليد. وهو ما استغرب له الجميع خصوصا وأنه خلال المناقشة التي أثيرت في اللجن كشفت عن فضائح وتلاعبات مالية ووجهت اتهامات بشأنها لمن يتحملون المسؤولية.