يعاني سائقو الطاكسيات بنوعيها الصغيرة والكبيرة من الحفر التي تنتشر بشكل فاضح في الطرقات البيضاوية، حيث أكد العديد منهم بأن ميزانية تغيير العجلات و«المورتيسورات» و«الكاردات» و «الروتيلات»، وقطع غيار أخرى، قد ارتفعت بشكل لافت خلال السنتين الأخيرتين، خاصة بالنسبة للذين يشتغلون ليلا، علاوة على أضرار صحية أخرى. قال أحد السائقين :«هذه الطرق لا تضر بسياراتنا فقط، بل إنها تهلك صحتنا نحن أيضا، فتجد أغلبنا يعاني من مشاكل صحية خاصة على مستوى الكلي بسبب الاهتزازات الناجمة عن الحفر اللعينة...». وبحركة احتجاجية مد يده قرب مقعده ليخرج قنينة ماء بعد أن خاض في زقاق شبه معبد، وشرب جرعة كبيرة ثم تابع:«نستعين بالماء عسى أن يطفئ غضبنا عن المسؤولين ، ويخفف من حدة إصابتنا بأمراض بدنية...». وحسب مصادر من سوق بيع قطع الغيار المستعملة «لافيراي» فقد انتعشت تجارة «المورتيسورات» و«الكاردات» و «الروتيلات» بشكل كبير مؤخرا ، نتيجة إقبال سائقي سيارات الأجرة عليها، حيث أكد أحد مالكي الطاكسيات أنه يلجأ إلى «لافيراي» تقريبا بمعدل مرة كل شهر لاقتناء حاجيات السيارة التي لا يجب عليها أن تتعطل لأنها من المفروض أن تشتغل مقابل أجرة كراء يومية، وفسر:«لا يكاد يمر أسبوع دون أن يتصل أحد السائقين ويعلن أنه في مأزق، إما أن «الكاردة» أصبحت تصدر طقطقة مزعجة، وهو إيذان بأنها ستوقف السيارة في أية لحظة، وإما بعطل آخر، مما يضطرنا إلى اللجوء إلى «لافيراي» لاقتناء بديل لها ، كل هذا تسببه الحفر والطرقات السيئة بهذه المدينة الضخمة»! وأفادت مصادر مطلعة بأن العديد من الأزقة التي تم تعبيدها في السنة الماضية، لم تصمد أمام موجة الأمطار الحالية، حيث ساقت مجموعة من الأسباب ضمنها ضعف جودة بعض المواد المستعملة في «التزفيت»، وسرعة إنجاز بعضها، خاصة لتزامن ذلك مع فترة الانتخابات، مما جعل من تعبيد بعض الطرق «عملية سياسية» أكثر منها خدماتية، وهذا ما جعل «قناع التزفيت» والترقيع لم يصمد طويلا. العديد من سائقي الطاكسيات لم يخفوا تذمرهم من حالة الطرق السيئة، حيث أصبحوا يتوفرون على خرائط تفصيلية تقريبا عن معظم الأزقة المصنفة «خطر» بالنسبة إليهم، وهو ما يجعلهم قد يدخلون في مناقشات وتفسيرات مع بعض الزبائن بغرض إقناعهم بأن هناك أزقة أخرى أو شوارع تقودهم إلى حيث يريدون بسلام. والعديد منهم أيضا اختار البحث عن قوت يومه بعيدا عن أخطار الحفر والطرقات «الرديئة» !