في إطار جهود إنقاذ المدينة العتيقة لوزان، قامت الوكالة الحضرية للقنيطرة- سيدي قاسم اعتمادا على مواردها الخاصة بإنجاز نص ميثاق الهندسة المعمارية والجمالية لمدينة وزان. وقد تم ذلك في إطار الحرص على اعتماد مقاربة خاصة لمعالجة قضايا المدن العتيقة والتي تتطلب الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذه المجالات من حيث مدلولها الثقافي والحضاري والمكانة التي تحتلها ضمن المنظومة العمرانية للمجال الوزاني. ويشكل الميثاق الذي تم اعتماده في إطار دراسة تصميم تهيئة وإنقاذ المدينة، أداة مرجعية وتوجيهية توضع رهن إشارة السلطات المحلية والمنتخبين المحليين من جهة والمهندسين المعماريين الذين تؤول إليهم مهمة إنجاز التصاميم المعمارية للبنايات بمختلف أحياء المدينة من جهة أخرى. كما تقترح هذه الوثيقة مجموعة من المواصفات المعمارية في ميدان البناء والترميم والتجديد والتهيئة وذلك في إطار متجانس يحترم مقومات التراث المعماري المبني لهذه المدينة. وتسعى بنود الميثاق على الخصوص إلى حماية المشهد الحضري والتراث المعماري الأصيل والأخذ بعين الاعتبار الانفتاح على المحيط البيئي، والمحافظة على البيئة الحضرية التقليدية للمدينة واحترام أحجام البنايات والفضاءات المبنية وغير المبنية المشكلة للمشهد الحضري للمدينة ككل . وتجدر الإشارة إلى أن الوزارة الوصية قد قامت باختيار هذا الميثاق للمشاركة في جائزة أحسن دراسة أو بحث لنيل جائزة اتحاد المغرب العربي للهندسة المعمارية والبناء والتي ستعطى الانطلاقة الرسمية لها تنفيذا للتوصية الصادرة عن المجلس الوزاري المغاربي خلال دورته العاشرة ؛ وفي هذا الصدد تم إعداد نسخة باللغة العربية لهذه الدراسة. أما في ما يخص ميثاق الهندسة المعمارية والتعمير والمناظر العامة لمدينة القنيطرة، فقد تم الإعلان عن طلب العروض المتعلقة بهذه الدراسة وهو الآن في طور المصادقة على الصفقة من أجل إعطاء انطلاق الدراسة. وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد آليات التأهيل المعماري والعمراني والمناظر التي تتعلق بأهم مكونات المدينة كتناسق الواجهات والساحات العمومية ومداخل المدينة والمحاور الطرقية الرئيسية. وذلك بالرفع من جودة المجال المبني وتحسينه ببرمجة تهييئات وإعداد دفتر التحملات المعمارية والذي سيشكل لا محالة أداة مرجعية وتوجيهية تضم المواصفات المعمارية التي من شأنها خلق تناسق للمجال الحضري لهذه المدينة. كما سيمكن السلطات المحلية من إعداد وتحيين قرارات البلدية المتعلقة بالمجال المبني وكذا تحديد عقود البرامج المتعلقة بالمشاريع الحضرية والتي من شأنها إضفاء جمالية وتحسين هذه المدينة.