تفاجأ الرأي العام في الحسيمةوتطوان، من القرار الذي اتخذه رئيس فريق رجاء الحسيمة لكرة القدم، الرامي ل «تهريب» هذا الفريق من مدينة الريف الأوسط إلى الحمامة البيضاء، حيث لن يعود يحمل نفس الإسم، بل سيحمل «جنسية كروية» جديدة، والسبب حسب صاحب القرار فيه حاليا، مرتبط بالصعوبات المالية التي يواجهها هذا الفريق هناك، وكأنه الفريق الوحيد في المغرب الذي يعاني هاته المعاناة، والتي هي في الحقيقة كلها مشتركة بين جل الفرق، سواء في القسم الأول أو الثاني فالأمر سيان، وبالتالي هل سيكون كل فريق يعاني صعوبات مادية يتم «تهجيره» لمنطقة أخرى. «تهريب»»الفرق ظاهرة جديدة / قديمة لم ترتبط في السابق بفريق يهم المدينة، فالحالات السابقة المسجلة، كانت تخص فرق «الخواص»، وغالبيتها شركات أو مؤسسات عمومية، كما كان الشأن بالنسبة لفريق القوات المساعدة، فريق التبغ التطواني، لكن أن يتم «ضرب التاريخ» بهذا الشكل، ونقل فريق ارتبط بالمدينة، وصرفت عليه أموال طائلة سواء من مال الخواص أو المال العام، ويتم «هكذا فعل» بهاته البساطة ليقدم «هدية» لإشفاء غليل جهات عجزت عن التدبير الكروي الحقيقي، ف «تهريب» رجاء الحسيمة لا يهدف فقط لإنقاذ الفريق، بل هناك أيادي تلعب منذ مدة لتكسير فريق المدينة الأول، ولم تصب في خططها السابقة، اختارت «المنافسة غير الشريفة» لدخول المعترك. تصريح رئيس رجاء الحسيمة، كان غريبا ومثيرا للجدل إن بالحسيمة أو بتطوان، وحتى بالنسبة للمتتبعين للشأن العام الرياضي، خاصة العارفين بالقوانين المنظمة لمثل هاته الأمور، كما أن الرئيس نفسه اتخذ القرار بشكل «مزاجي»، فلا مساعديه ولا المجتمع المدني والرياضي بالمدينة، كانوا على علم بهاته «الصفقة»، التي لم تتجل خيوطها بعد، لكنها «ستنفجر» يوما لتظهر المخفي وراءها، علما بأن الحسيميين الذين عانوا التهميش في كثير من الأشياء، وجدوا في وصول فريقهم للقسم الثاني، بل ولعبه أدوارا طلائعية فيه، أمرا يفك بعضا من عزلة المدينة وتهميشها، إلا أن هناك رياح سفن لا تعجبها تلك المسارات. هل تطوان قادرة على تحمل فريق واحد كبير، وما معه من فرق صغيرة «تقاتل» من أجل الإستمرار، حتى نزيدها فريقا آخر يحتاج لكل شيء، وقادم من عجز مادي كبير. ففريق المغرب التطواني يعاني الأمرين لتمكينه من بعض المنح الهزيلة، والمساعدات المتقطعة، سيصبح له فيها شريك، فلا تكفي هذا ولا ذاك، فتصبح كماء يصب على رمل، واستيراد هذا الفريق لن يزيد الطين إلا بلة، وبدل أن يكون لنا فريقان، حسب هذا التصور، فلن يبقى لنا أي فريق، لكون تقسيم المنح والجهد وكذلك الجمهور، سيصعب الأمر، فلو كان بالمدينة ما يكفي من الدعم للجميع، لأنقذ فريق طلبة تطوان لكرة اليد، الذي يلعب بالقسم الوطني الأول، وهو قاب قوسين من التوقف نهائيا بسبب هذا العجز، فمن له غيرة على المدينة ورياضتها، فله المجال الواسع لدعم وتسيير الفرق المتواجدة بها أصلا، بدل استيراد فرق أخرى، مدنها في حاجة لها. كما أن رئيس رجاء الحسيمة ومن يتفق معه بتطوان، يجهلون واقع البنيات التحتية، فملعب سانية الرمل في وضع لا يحسد عليه، ولا وجود لملاعب التداريب، ناهيك عن دفتر التحملات الذي يشترط فريقا واحدا للملعب. فأين سيلعب رجاء الحسيمة وأين سيتدرب، أم أن الحصص ستقسم أيضا على أرضية الملعب، لتكون الكارثة الحقيقية بالنسبة للفريقين معا، وهو أمر غير مقبول تماما لا من لدن الجامعة ولا من الفريق المعني ولا الجمهور التطواني، الذي يساعد فريقه الأول بكل ما أوتي ولن يقبل أن يكون أي عائق أمامه لتعجيزه وإرجاعه للوراء من أجل «نزوات» شخصية لضرب الفريق الأول بالمدينة.