أثار فيلم « محطة الملائكة» لمخرجيه الثلاثة نرجس النجار ومحمد مفتكر وهشام العسري جدلا واسعا بعد عرض تجربتهم السينمائية الجماعية الجديدة من داخل الدورة الحادية عشر من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. كانت للمخرجة نرجس النجار وللمخرج محمد مفتكر فرصة التصريح من خلال افتتاح عروض الأفلام الروائية الطويلة أن هذه التجربة عمل سينمائي مغاير، استفادوا منه كثيرا، ومكنوا السينما المغربية من التنويع وتقديم عمل فني ذي أهمية اجتماعية وتربوية، باعتباره يسلط الأضواء على موضوعة جد حساسة لدى عموم المغاربة هي مرض «السيدا». تباينت ردود الفعل حول العمل الجديد «محطة الملائكة»، بينما اعتبر نقاد ومهتمون تجربة فيلم جديرة بالتقدير الفني، باعتبارها مقارنة بطبيعة العمل السينمائي الجماعي المماثل في بلادنا، المقدم في عقود سابقة، عملا سينمائيا رائدا سواء على مستوى مبدأ تجميع ثلاث مخرجين أو سواء على مستوى الإبداعية وقدرات التخييل المتضمنة والتي أعطت للفيلم نفسا إبداعيا مهما، حيث لولا هؤلاء الشباب الثلاثة الواعدين في السينما المغربية لكان عملا توثيقيا روتينيا، لن يلفت بال أحد من الفئات الجمهور المغربي الواسع. بالمقابل اعتبر عدد من المتابعين لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة أن صعوبة الانسجام وطموح اندماج الرؤية الفنية وغاية توحيد إيقاع الفيلم السينمائي أحد أبرز معوقات التجربة الفيليمة المشتركة للشباب الثلاثة، خاصة وأن المتأمل يلاحظ أن الفيلم شطر إلى ثلاث أجزاء حرص كل مخرج أن يوقع باسمه الشخصي شطرا منه حسب تراتبية متفق عليها، مما ساهم في توصيل خطاب سينمائي متشظي، خطاب أبلغ أن كل فنان من الثلاثة يتبرأ من عمل صاحبه، بينما كان الأجدى عدم تثبيث اسم مخرج على كل شطر من العمل، لتكون المسؤولية الفنية جماعية مشتركة عن كل لقطة ومشهد.