قررت جامعة كرة القدم، توقيف البطولة الوطنية لمدة تصل إلى 21 يوما. وهو القرار الذي خلف استياء واسعا داخل أوساط المدربين والمسؤولين عن الفرق الوطنية. فمباشرة بعد الدورة الخامسة عشرة، ستدخل البطولة الوطنية، ومعها الفرق في عطلة طويلة، سيكون لها تأثير مباشر على إيقاع البطولة وعلى مردودية اللاعبين. فأغلب المدربين الذين تم الاتصال بهم، لم يفهموا دواعي هذا القرار، معتبرين أن توقيف البطولة لثمانية أيام، كافية لاسترجاع الأنفاس ولرسم الخلاصات الأساسية، استعدادا لمرحلة الإياب، التي ستكون حاسمة على العديد من المستويات. أغلبية المدربين لم يفهموا الخلفيات التي دفعت أصحاب القرار داخل الجامعة إلى اتخاذ هذا القرار الذي سيقتل درجة العطاء لدى الفرق الوطنية، خاصة وأن الكرة المغربية في هذا الظرف بالذات، ليست لها أية التزامات كبرى، سواء قاريا أو جهويا، ولو كان ذلك، لأصبح لهذا القرار قوته ووجاهته، لكن مادام البياض وحده يحكم الكرة المغربية، فكان من الأفضل أن يظل زمن التنافس قائما. من جانب آخر، اعتبر الكثير من المتتبعين، أن الحكم على الكرة المغربية وعلى التنافس بالدخول الى عالم العطالة، هو نوع من الاستهجان بالعمل الذي تقوم به الفرق، فاللاعب سيكون أكبر الخاسرين من هذا القرار الذي يبدو غريبا في مضمونه وشكله. وعلى نفس المستوى، استقبل الرأي العام الكروي قرار تغيير برنامج البطولة الوطنية، والقاضي بتحويل الدورة الأولى من زمن الأياب إلى الدورة الأخيرة، بنوع من التشكيك في مصداقية البرمجة. إذ تعتبر سابقة في تاريخ الكرة الوطنية. ولم يفهم الكثيرون الغاية من هذا التغيير الغريب والمفاجئ في نفس الوقت. وليست هناك أية دوافع تفرض مثل هذا التغيير، اللهم من اللقاءات المتوالية بين الرجاء والجيش الملكي، سواء على مستوى الكأس الممتازة أو على مستوى البطولة التي تفرض أن يستقبل الجيش الملكي الرجاء برسم أولى دورات الإياب. مهما يكن من أمر، فالبطولة الوطنية ستغيب كليا عن الميادين، وستدفع الكثير من المتتبعين وعشاق الكرة إلى تحويل الأنظار نحو فعاليات كأس الأمم الإفريقية، التي سيغيب عنها اسم المغرب الذي خرج بصفر نقطة من جميع الإلتزامات الكروية.