شرعت أيادي العمال في إنجاز مشروع «لامارينا» السياحي، الذي سيمتد على ساحل المدينة انطلاقا من موقع الميناء إلى حدود منطقة عين الذئاب، وكما نقل لنا المسؤولون، في لقاءات متعددة، فإن المشروع سيضم ميناء ترفيهيا لعشاق «اليخوت»، بالإضافة إلى فنادق ومطاعم و ملاهي... وهو مشروع ، دائما على لسان المسؤولين، «سيوفر فرصا للشغل وسيضفي على العاصمة الاقتصادية جمالية جديدة، سنفخر بها أمام العالم»! أكيد أن هذا المشروع سيكون له الوقع الايجابي على المدينة وجزء من ساكنتها، كما سيدعم اقتصادها و يحسن منظرها الساحلي، لكن خلال اللقاءات التي عقدها مختلف المسؤولين حول هذا الموضوع لم يذكر أحد مستقبل المنطقة المواجهة لهذا المشروع، وهي «المدينة القديمة» التي يقبع سكانها في البؤس والفقر، و يضم كل كيلومتر مربع من مساحتها 2000 شخص. لم يتحدث أحد عنهم وعن مستقبلهم أمام هذا المشروع الضخم؟ هل سيقبعون على بعد أمتار في فقرهم، ينظرون إلى زوار البلاد يتجولون على «اليخوت» في بحر كان الى وقت قريب مصدرا لرزقهم؟ وهل ستظل بناياتهم مقابلة لذلك «الفردوس» وهي متآكلة وآيلة للسقوط؟ نعتقد أن منفذي مشروع «لامارينا» والشركات المساهمة فيها، عليهم أن يضعوا دراسة جدية للمدينة القديمة، بهدف إعادة تأهيلها بالهندسة التي عليها، في اتجاه أن تتناغم مع المشروع الجديد، لتصبح مكملا بما تزخر به من أصالة للهندسة التي ستقام أمامها، ولن يتأتى ذلك ، طبعا، إذا لم يكن هناك اهتمام خاص بعنصرها البشري، وإعادة تأهيل حرفه ، التي يقوم بها من تجارة ونجارة وغيرهما، حتى تصبح بدورها نقطة جذب للسياح!