عُرفت أنفا قديما كميناء تجاري صغير مكنها من ربط علاقات تجارية مع البرتغاليين والإسبانيين وقام السلطان سيدي محمد بن عبد الله بتعميرها (1757 1790) بقبائل جلبها من سوس وحاحا، وكان ذلك حافزا مشجعا لكل من سكان منطقتي دكالة والشاوية على الاستقرار بأنفا، وتقوت وتيرة الإصلاح مع السلطان المولى عبد الرحمان الذي استقطب الرساميل الأجنبية لتقوية الاستثمارات التجارية وتنشيط حركتها بالميناء. وتنامت الصادرات والواردات في عهد السلطان المولى الحسن الأول... ومن أبرز الأدوار التاريخية، احتضانها لمؤتمر آنفا سنة 1943 الذي جمع إلى جانب السلطان محمد الخامس، الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الدبلوماسية البريطانية السير ونسطون تشرشل. كما تعزز دور أنفا السياسي والتاريخي بعد احتضانها في يناير 1961 لأشغال المؤتمر الذي صدرت عنه وثيقة أو ميثاق أنفا الشهير وساهمت إلى جانب المملكة المغربية كل من الجزائر وغانا وغينيا الجمهورية العربية المتحدة في صنع تلك القرارات التي تعتبر بحق القرارات الأولى لانتفاضة البلدان الإفريقية. وفي سنة 1988عرفت أنفا حدثا تاريخيا تجلى في بناء أكبر مساجد العالم الإسلامي (مسجد الحسن الثاني)، وبعد التقسيم الإداري لسنة 1992 وطبقا للمرسوم رقم 92-468 بتاريخ30 يونيو 1992، أُحدثت الجماعة الحضرية أنفا التي تحولت إلى مقاطعة أنفا بعد الانتقال إلى وحدة المدينة سنة 2003، ويبلغ عدد سكانها: 95,917 نسمة، في مساحة تقدر ب 1677.2 هكتار، وبها 3 مناطق للرواج التجاري والخدمات ببوركون تسمى بالمثلث الذهبي: سوق المنار، بدر ولهجاجمة. العرض الذي قدم مضامينه نائب رئيسة المقاطعة التي اكتفت بافتتاحه، حدد إكراهات المقاطعة في كونها تحتضن حوالي 40 دوارا تقطنها حوالي4393 عائلة، رغم أنها تتسم بمناطق سياحية، إضافة إلى إكراهات في تصميم التهيئة: بالنسبة لكورنيش عين الذئاب، التي يبلغ الحد الادنى للبناء بها 5000 متر مربع، مما جمد المنطقة من العمران، وأدخلها في مشاكل عقارية، وكذا تغيير التنطيق لبعض المناطق التي لم تعد تستجيب لمعايير العمران (منطقة ثلث بريشة، شارع المنار، شارع أحمد الشرسي) حيث كثرت العائلات بمسكن واحد. إضافة إلى استقبالها لأكثر من 200 ألف مصطاف وسائح وهو عدد كبير لاتواكبه التجهيزات اللوجستيكية التي تتسم بالضعف. إكراه آخر يتجسد في مشاكل التجارة غير المرخصة «نقص الأسواق البلدية، باعة متجولون، منافسة غير شريفة مع التجارة غير المرخصة». أما بالنسبة لمشكل السير، فإن العوائق تتمثل في الضغط الكبير على مستوى الطرق الساحلية، عدم فتح شارع نيس الموازي للطرق الساحلية، ومشاريع كبرى في طور الإنجاز ستساهم في تعقيد الوضعية الحالية إذا لم تطرح حلول موازية، في مقابل تلوث الهواء وتقلص المساحات الخضراء التي تقل عن متر مربع للفرد الواحد! المشاريع الكبرى بتراب المقاطعة ، كما يراها مسيروها ، تكمن بمنطقة العنق في الإيواء السياحي بأكثر من 2800 سرير بفنادق 4 و 5 نجوم، مركبات سكنية والترفيه المختلف، مطاعم، مقاهي... أما بمنطقة الشاطئ فتتجسد في مناطق مخصصة للراجلين للتجول، وأخرى للترفيه والألعاب للأطفال، مشروع سندباد : حدائق للألعاب، متحف أركيولوجي، حديقة للحيوانات، مركبات سكنية. ومشروع موروكومول: تجارة، مطاعم. ومشروع أنفا بلاص: سكن، تجارة ومطاعم. المخطط التنموي، حسب العرض، يشمل في المجال الاجتماعي، إحداث قاعة متعددة الاختصاصات، تعلية دار الشباب العنق، إحداث معهد موسيقي وبناء ناد نسوي. في الجانب الثقافي والرياضي: بناء قاعة مغطاة للرياضات، هيكلة ملعب كرة القدم العنق، إعادة هيكلة وإصلاح المركب الثقافي أنفا. وفي المجال الاقتصادي ستتم صيانة الأسواق، تجهيز وتأهيل البنايات الجماعية، وصيانة تجهيزات الشواطئ، مع بناء حوض تجميع مياه الأمطار لتفادي الفيضان بدوار عريان الراس بمنطقة سيدي عبد الرحمان على مساحة 200 متر مربع بكلفة 200 ألف درهم. وللتذكير فإن مجموعة من المشاريع التي جاء بها العرض لم تقدم بشأنها إيضاحات حول مواقعها ولاتكلفتها أو مدة إنجازها، كما أن الجانب المرتبط بالعمليات العقارية وبتسليم الرخص هو الآخر جاء خاليا من أية بيانات، ليسبح بذلك العرض في بحر من العموميات التي تفتح بابا عريضا للتساؤلات حول مدى واقعية ما تم تقديمه، في انتظار عرضه على مجلس المدينة للمصادقة عليه!