تمكنت عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني من فك لغز العديد من السرقات التي انطلقت منذ حوالي شهرين، مستهدفة سيارات بعض المواطنين الذين كانوا يتوجهون بها نحو محلات غسل السيارات بهدف تنظيفها قبل أن يتفاجأوا عند عودتهم لاستردادها بكونها سُرقت، حيث بلغ عدد السيارات المسروقة 15 سيارة سياحية مختلفة «مرسيديس، أوبل، تويوتا، كيا...وغيرها». واستطاعت العناصر الأمنية من خلال تكثيف أبحاثها/تحرياتها ، تحديد هوية الفاعل وشركائه فألقت القبض عليهم بداية الأسبوع الجاري وتمت إحالتهم على النيابة العامة أمس الجمعة، فيما لايزال البحث جاريا عن شركاء آخرين في حالة فرار. «المنظف» السارق .. خبرة «س» وهو من مواليد 1991 في غسل السيارات وتجربته في هذا المجال ، مكنته من التقدم لدى أصحاب عدد من المحلات الخاصة بغسل السيارات موهما إياهم بكونه يبحث عن عمل، وأمام حاجتهم لخدماته وبالنظر إلى الطلب الكبير عليهم يتم قبوله، رغم عدم إدلائه بالبطاقة الوطنية التي كان يتعهد بجلبها في الغد، وما أن يباشر العمل حتى يشرع في التخطيط لعملية السرقة وما أن تتاح له فرصة ركوب إحدى السيارات والخروج بها بدعوى ركنها حتى يضغط على دواسة السرعة متجها بها صوب مكان حيث ينتظره ابن عمه وشريكه «ع» من مواليد 1988، الذي يقوم بتأطيره وتوجيهه، والذي يعمل بدوره على قيادة السيارة صوب وجهة أخرى حيث يلتقي بوسيط «الشريك الثالث» ويسلمه السيارة المسروقة. عملية سرقة أولى، فثانية ثم ثالثة، فارتفع العدد ليصل إلى 5 سيارات مسروقة. ومع توالي السرقات تزداد حيرة أفراد الشرطة القضائية الذين رغم تكثيفهم لتحرياتهم إلا أنهم لم يفلحوا في الاهتداء إلى الفاعلين، إلى أن بدأت يوما تتضح معالم تحديد هوية المشتبه فيهم. تضييق الخناق توصلت العناصر الأمنية ببعض المعلومات التي من شأنها أن تنير طريق القضية، تفيد بأن الفاعلين يقطنان بحي الألفة حيث يكتريان غرفة، إلا أن عملية الترصد لم تأت بأي شيء جديد، إذ تبين أنهما غادرا الغرفة نحو وجهة أخرى، وضاع السبيل من جديد، إلى أن جاءت الأخبار التي تفيد بسرقة سيارة جديدة بقطاع ابن امسيك، ليتم تكثيف التحريات التي استطاع من خلالها أفراد الشرطة القضائية ، بعد نصب كمين، إلقاء القبض على ابن العم «ع» الذي رفض في البداية الإدلاء بأية معلومات تمكن من الوصول إلى شركائه. ومع مضاعفة الجهود تم رصد المسكن الذي يكتريه السارق/الفاعل الرئيسي وذلك بدرب بناني بابن امسيك وتم إيقافه، ومن خلال البحث معه دل على الوسيط فاتضحت معالم القضية. سيارات في الشارع العام التحريات الميدانية عقب اعترافات «الفاعل الرئيسي» بمحيط حمام الفن بقرية الجماعة، والتي انصبت على مراقبة إحدى السيارات المسروقة التي كانت مركونة بإحدى الأزقة الخالية وهي من نوع «بيكانطو»، مكنت من إيقاف شخص عندما كان يهم بفتح بابها من أجل ركوبها، وتبين أنه ليس سوى الوسيط «ع» من مواليد 1955، الذي عند توقيفه تم العثور بحوزته على مفتاحها ومفتاح سيارة ثانية وثالثة من نوع «مرسيديس»، وعقب استعمال مفتاح التحكم عن بعد استطاعت العناصر الأمنية فتح بابها، إذ كانت مستوقفة بنفس الزقاق غير بعيد عن المكان على مقربة من السيارتين، وعند تفتيشها تم العثور بداخلها على حقيبة مملوءة بالوثائق المزورة، وطوابع مصالح وإدارات مختلفة، ووصولات ضريبية مزورة، إضافة إلى ملصقات للضريبة هي الأخرى مزورة ، صفائح خاصة بالصانع «بيسرينة». وبلغ عدد السيارات المحجوزة بحي قصر البحر 2 ، خمس عشرة سيارة مسروقة. إتمام المسطرة جلبت العناصر الأمنية السيارات التي عملت على ركنها بساحة المقر الإقليمي لأمن الحي الحسني عين الشق، وشرعت في استدعاء الضحايا الذين تعرفوا على سياراتهم ، وبالاستماع إليهم في محاضر قانونية وتدوين اعترافات الفاعلين تمت إحالتهم على العدالة لتقول كلمتها فيهم، فيما لايزال البحث جاريا للقبض عن باقي أفراد العصابة الذين يوجدون في حالة فرار.