أصبح عدد كبير من الشباب يركضون وراء صيحات الموضة ، محاولة منهم ل «تجديدالثقة بالذات»! تقول دنيا 23 سنة:« أنا شابة ومن حقي العيش بالطريقة التي أريدها وأرتاح إليها، فما بال الكبار ينتقدون ذلك وهم أنفسهم مروا من نفس المرحلة». كانت دنيا ترتدى قميصا ضيقا وتنورة قصيرة جدا لدرجة تثير في نفسك الرغبة في إعطائها ثوبا تغطي به جسمها من شدة البرد! واصلت حديثها : أنا لا أبالي بكلام الناس ولكل فرد حياته الخاصة به». أما صديقتها ياسمين، والتي كانت تضع «حلقة» بالقرب من شفتيها، فتقول: إن لكل شيء وقته، فهذه المرحلة لن تعود مرة أخرى، لهذا أفضل الاستمتاع بكل شيء أراه جديدا، لاتهمني التقاليد، لأننا أصبحنا نعيش في وسط مغاير»! إن البحث عن «التميز» لا يقتصر على هؤلاء الفتيات فقط، بل يمكن أن يشمل بعض المحجبات كذلك، اللائي أصبحن يقمن بإضافة بعض التعديلات في شكلهن الخارجي. تقول فاطمة الزهراء 24 سنة: «أحب ارتداء الحجاب بالشكل الخليجي ووضع الكُحل في عيني». وتقصد بكلامها كشف جزء من شعرها. وتضيف «هذه موضة أصبح المجتمع المغربي يتعايش معها». أما بالنسبة للشبان فهم يتبعون موضة قص الشعر مع استعمال «الدهنة» للحصول على «التشويكة»، وهو اسم يستمد معناه من أشواك «القنفذ»، بالإضافة إلى ارتداء سراويل فضفاضة وقمصان ضيقة ووضع بعض السلاسل على العنق والمعصم. يصرح علي 18 سنة:« فكما كان آباؤنا يتزينون بشعر كثيف (مرحلة الهيبي) فنحن اليوم نقصه ونضيف إليه «الدهنة» تماشيا مع زمننا، فأغلب الممثلين والمغنين يقصونه بهذه الطريقة ويرتدون الاشكال نفسها من الملابس، بطبيعة الحال الملابس التي نشتريها ليست من النوع الجيد، كما عند المشاهير، لكنها على الأقل تشبهها»! ويفضل فؤاد (23 سنة) ارتداء الملابس الفضفاضة ووضع «وشم» على كتفيه، بالاضافة إلى «ظفر» شعره الطويل، يقول: إن لكل شخص ميولاته واختياراته ولا أحب تدخل الناس في اختياراتي»!. وتقول نجاة (45 سنة) : إنني أراقب خطوات ابني أكثر من ابنتي، لأنه يقضي معظم وقته خارج المنزل رفقة أصدقائه، ويمكن أن يتعلم عدة أشياء مثل الوشم أو وضع الحلقات في الأذن والحاجب، إنني أرفض تماما هذه الأشياء التي لاتتناسب مع ديننا ولا مع تقاليدنا». أما كلثوم 40 سنة (معلمة) فتعبر عن رأيها حول هذه «الموضة» قائلة: لن أحرم ابنتي من ارتداء ما تجده مناسبا لها ، فهي أصبحت قادرة على التمييز بين ماهو صالح أو غير صالح لها». وتضيف «إن كثرة الضغط على الأبناء قد تنجم عنها سلوكات غير مرغوب فيها»!