أكد تقرير لجنة المالية بمجلس المستشارين حول صندوق المقاصة أن الفئات المعوزة التي وجد هذا الصندوق لدعمها لا تستفيد إلا من %9 من المبالغ المرصودة للمواد المدعومة، المتمثلة في مادة السكر وبعض الدقيق، ودعم الإنتاج الوطني من عباد الشمس بعد تحرير قطاع الزيوت، وغاز البوطان والمواد النفطية، في الوقت الذي تستفيد فيه الفئات الميسورة من 43 في المائة من هذا الدعم. فإذا كان هذا حال استفادة الميسورين من صندوق جاء أصلا لدعم المعوزين، فما الذي يمكن أن يقال عن المجالات الأخرى، كالصحة والتعليم والإعفاء الضريبي والصيد البحري وقطاع النقل وأراضي الدولة والامتيازات .. إلخ. ألا يبدو وكأن البلاد فصلت أصلا على مقاس الميسورين الذين يزدادون ثراء، على حساب الفقراء وضرائبهم والذين يزدادون فقرا. ثم من قال إن استفادة الفئات المعوزة حتى بهذه النسبة الضئيلة من صندوق المقاصة هي استفادة فعلية؟ إن ما كتبته وتكتبه الصحافة الوطنية عن الدقيق المدعوم الذي لا يصل إلى مستحقيه ويتحول اتجاهه من طرف المضاربين، يكشف أنه حتى هذه النسبة الضئيلة يزدحم عليها الميسورون أيضا!!