أهو صمت الموت أم ضجيج الحركة الرياضية الذي واكب رحيل الأستاذ حميد لحبابي، أم هو لحظة ذهول تصيب أسرة المحامين وأسرة الرياضيين وأسرة التقدميين بالبيضاء خاصة، والوطن عامة، برحيل معلمة قانونية ورياضية مغربية عز نظيرها في الزمن المنكوب بالاحتباس الحراري في مجال الرأي الرياضي، خاصة وأن الأستاذ حميد كان الصوت القانوني للكرة المغربية في المحافل الدولية والافريقية والعربية؟ نعم، كنا ندرك أن حميدنا يعاني من مرض عضال، لكنه كان رحمه الله يداريه ويراوغه، كما دأب على مراوغة الكرة في شبابه وحاصر مشاكلها في مسار حياته بأناقة وحصافة ومهارة المبدعين المحنكين، إلى أن وافاه الأجل المحتوم أول أمس بمدينة الدارالبيضاء، حيث شيعته إلى مقبرة الغفران جماهير زملائه المحامين وأصدقائه الرياضيين وإخوته في الأحزاب الوطنية والتقدمية والجمعيات الرياضية والحقوقية. وكيف لا وحميد، وانطلاقا من جذوره وقناعاته المذهبية، انخرط مبكرا في الشأن السياسي وهو طالب بفرنسا في بداية الخمسينات ليلتحق بالحزب الشيوعي بعد رجوعه ولينخرط في اتحاد طلبة المغرب ليزاوج ، وهو شاب يافع، بين السياسة والرياضة كلاعب مقتدر بالمغرب الفاسي وليشارك في إقصائيات كأس فرنسا سنة 54 بباريس ضد فريق ريد سطار المحترف، وينهزم بحصة ثقيلة. وكان الهاجس الكبير هو مواجهة فريق القوى الاستعمارية. ويؤكد لي المحترف السابق بريد سطار ومدرب نجم الشباب لاحقا المرحوم امجيد بن جلون أن الحبابي كان ورغم الهزيمة، لاعبا كبيرا استرعى انتباه المسؤولين الفرنسيين وفاتحوه في الاحتراف، حيث التحق بمهنة المحاماة ليواصل مع ذلك الممارسة الكروية في فريق النادي القنيطري ثم فريق الرجاء البيضاوي. وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم «الاتحاد الاشتراكي» بأحر التعازي في وفاته وفقدانه لأسرته وإخوانه في حزب التقدم والاشتراكية وفي المحافل الرياضية الوطنية والعربية، داعين له بالمغفرة وجنة الرضوان وللجميع بالصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.