يقدم كتاب «كلنا موريسكيون» للأستاذ الجامعي المغربي أنور ماجد، قراءة جديدة لتاريخ طرد موريسكيي إسبانيا في القرن السابع عشر، مع ربط هذا الحدث التاريخي المأساوي ذي التداعيات الثقيلةبالظروف الراهنة للأقليات داخل المجتمعات الغربية. وقد تم تقديم هذا المؤلف، مؤخرا، في واشنطن بحضور ثلة من المثقفين والجامعيين العرب والأمريكيين وسفيري المغرب وإسبانيا. ويتزامن صدوره مع تخليد الذكرى المائوية الرابعة لطرد حوالي 300 ألف من أبناء مسلمي الأندلس من شبه الجزيرة الإيبيرية ما بين1609 و1614 على يد الملك فيليب الثالث. وأوضح مؤلف الكتاب، خلال ذلك اللقاء «أنه لا يمكن فهم مسألة الأقليات في العالم المعاصر، دون فهم ما حدث لمسلمي إسبانيا خلال هذه الفترة من التاريخ»، أو بالأحرى منذ سقوط الأندلس في1492 وطرد المسلمين في إطار «حروب الاسترداد». واعتبر أن الإقرار بالعلاقة القائمة بين المخاوف الراهنة من الإسلام والهجرة والحروب الصليبية ضد المورسيكيين وحده الكفيل «بتصحيح قرون من الاضطهاد واستخلاص الدروس من مآسي الماضي وإيجاد روابط مشتركة». وأضاف أن الموريسكيين أصبحوا في تلك الفترة «عنصر تضحية» لصالح قيام الدولة الوطنية في إسبانيا، مشيرا إلى أن تحول المسلمين إلى أقلية في إسبانيا بعد سقوط غرناطة في 1492، خول انبعاث هوية إسبانية حديثة تقوم على وحدة الدين واللغة والعرق. وتابع أن هذا الوضع تحول إلى «نموذج لانبعاث الدولة الوطنية العصرية، كل واحدة بأقلياتها الخاصة ولغتها ودينها الخاص»، مبرزا أن الموريسكيين أضحوا بفعل ذلك «المثال النمطي للأقليات في العالم». مبرزا أن المؤرخين يعتبرون مأساة الموريسكيين كأحد أسوأ أشكال «التطهير العرقي» الذي شهدته أوروبا قبل القرن العشرين.