باريس – خاص أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي – الأوروبي ومقرّه باريس ان التغيير في مصر ساعد المصالحة الفلسطينية . ورأوا 40.5 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان حركتي فتح وحماس يتحملان المسؤولية عن عدم تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية وان تغير المشهد الاقليمي وخاصة التغيير في مصر ساعد على توقيع اتفاق المصالحة بالاحرف الاولى بين فتح وحماس . في حين رأى 25.7 في المئة ان اسرائيل هي المسؤولة عن عدم تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية .أما 36.7 في المئة يحملون حركة فتح المسؤولية عن عدم تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية . واتهم 13.5 في المئة حركة حماس تتحمل المسؤولية عن عدم تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية . وخلص المركز الى نتيجة مفادها : عندما طرحنا سؤالنا عن المصالحة الفلسطينية لم تكن هناك أي بوادر توحي بأنه تم التوصل الى أي اتفاق بين الأطراف الفلسطينية ، لا بل كانت هناك مساعي تبذلها القيادة المصرية الجديدة دون أي ادراك انها ستتوصل سريعاً الى أي اتفاق بدليل ما صرح به المسؤولين الفلسطينيين انفسهم عندما قالوا انهم تفاجأوا بالأجواء الإيجابية التي خيمت على اللقاءات . ونحن في مركز الدراسات العربي الأوروبي كنا قد طرحنا السؤال من خلفية ان الشعب الفلسطيني خرج الى الشارع مطالباً بالوحدة الوطنية ، ومن خلفية ان المتغيرات التي تحصل في بعض الدول العربية باتت تحتم ارتقاء الفلسطينيين فوق بعض الخلافات الشكلية والذهاب الى اقرار مصالحة تعيد توحيد الصف خاصة وأن اسرائيل هي الوحيدة المستفيدة من الخلافات حيث كانت تفاوض السلطة الوطنية الفلسطينية من موقع انها سلطة ضعيفة لا تمثل كل الفلسطينيين ولهذا لم تتنازل تل ابيب للرئيس محمود عباس عن أي مطلب كما لم تعد بأي شيء يوحي بأن اسرائيل مستعدة للقبول بدولة فلسطينية مستقلة ، كما كانت اسرائيل تتعامل مع حركة حماس على انها حركة ارهابية يجب القضاء عليها ولهذا كانت السلسلة الطويلة من الأعتداءات التي استهدفت قطاع غزة . ولقد لاحظنا بوضوح كيف ان اسرائيل قد جن جنونها عندما علمت بتوصل الفلسطينيين الى اتفاق مصالحة وبدأت تهدد الجميع بالإنتقام مستفيدة مما تقدمه اميركا من دعم ومساندة . ولهذا نعتبر ان المصالحة الفلسطينية هي خطوة بنفس اهمية المتغيرات التي حصلت في تونس ومصر او التي قد تحصل في ليبيا واليمن وأن على العرب دعم هذه الخطوة ومساندتها لأنها ستتعرض للكثير من التحديات والمخاطر . ويكفي في المرحلة الراهنة القول ان الفلسطينيين سيتحدثون مع العالم من الأن وصاعداً بخطاب واحد ، وأن هذه الخطوة هي الأولى المهمة على طريق الألف ميل .