باريس – خاص أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي – الأوروبي ومقرّه باريس ان المحاصصة الطائفية تعرقل خطوات الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة في لبنان ورأوا 56.7 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان نظام المحاصصة الطائفية هو من الاسباب الرئيسية التي لم تمكّن ميقاتي من تشكيل حكومة في لبنان حتى الأن. أما 37.3 في المئة يؤيدون رأوا ان تمسك الأكثرية الجديدة في الحصول على الحقائب السيادية هي التي تعرقل مهمةالرئيس نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة في لبنان حتى الأن .اما 6 في المئة يرون ان الوضع اللبناني سيبقى مشلولا بانتظار ما ستؤول اليه اوضاع المنطقة العربية بصورة عامة و هذا الامر قد ياخذ وقتا طويلا. وخلص المركز الى نتيجة مفادها : رغم مرور اكثر من شهرين على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة فإنه لم يتوصل الى انجاز المهمة الملقاة على عاتقه . وهناك عدة تفسيرات للأسباب التي تكمن وراء هذا التعطيل من ضمنها : – ان الرئيس ميقاتي يفضل انتظار وضوح صورة المتغيرات التي تحصل في بعض الدول العربية . – ان الرئيس ميقاتي ينتظر الحصول على دعم من الرياضوواشنطن بعد ان نال دعم طهرانودمشق . – ان هناك خلاف بين الرئيس ميقاتي وبين التيار الوطني الحر الذي يقوده الجنرال ميشال عون على عدد الحقائب ونوعيتها التي يجب منحها لهذا الأخير . – ان هناك خلاف بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والجنرال ميشال عون حيث يرفض هذا الأخير اعطاء الرئيس سليمان حصة وازنة في الحكومة كما يرفض ان تكون وزارة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية . – ان هناك شروط قد وضعتها واشنطن امام ميقاتي والذي لم يتمكن حتى الأن من ايجاد صيغة مناسبة للتعامل معها . – ان هناك خلاف على البيان الوزاري وما سيتضمنه بشأن سلاح المقاومة وبشأن مصير المحكمة الدولية . ويأتي هذا التعطيل في وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط برمتها بأجواء حرجة جداً من شأنها ان تترك انعكاسات سلبية على الساحة اللبنانية خاصة وان لبنان ساحة مستباحة للإختراقات الأمنية ولنزاعات اجهزة المخابرات الدولية . كما يأتي التعطيل في وقت يمر فيه لبنان على المستوى الداخلي بازمة اقتصادية وإجتماعية وفقدان للحد الأدنى من الخدمات الضرورية للمواطنين . ويتردد انه تجري الأن مساعي حثيثة لإنجاز مهمة الرئيس ميقاتي وأن قوى دولية وأقليمية تساهم في ذلك ولكن لم يتم لمس اي شيء بشكل فعلي حتى الأن . ولعل البعض يتطلع الى انخراط سوري جدي في دفع عملية التأليف من منطلق ان الأكثرية النيابية الأن مقربة جميعها من دمشق ، ومن منطلق ان لبنان اعتاد منذ عشرات السنوات على تشكيل حكومات بدعم خارجي لأن درجة النضج السياسي الوطني لم تبلغ المستوى الذي يتيح لهذا البلد انجاز استحقاقاته الدستورية لوحده .