ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمضى الأيام الماضية معتكفا مع بعض مقربيه. وجاء ذلك بعض أيام من تقرير لصحيفة نيويورك تايمز ذكرت فيه أنه عزل نفسه مع بعض وزرائه بسبب كورونا. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر قريبة من لي العهد السعودي أنه أمضى الأيام الأخيرة معتكفا مع مساعديه، لبحث سُبل انتشال اقتصاد بلاده من أزمته، ومن بين المقترحات لتحقيق ذلك تقليص ميزانيات الوِزارات بنسبة 30%. وأوضحت أن أزمة الأسعار التي أشعلها خلاف سعودي روسي، وفاقمَها تراجُع الطلب بسبب جائحة كورونا؛ جاءت في لحظة حرجة للأمير محمد بن سلمان، الذي يحتاج إلى المال لتدعيم نفوذه وتمويل خططه، كما أنها جاءت في لحظة حرجة سياسيا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُعول على دعم شركات النفط للفوز بولاية ثانية، وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يُريد إطالة أمد حُكمه. وأوضحت أن اتفاق خفض الإنتاج الروسي السعودي إن استمر سيُعد نصرا لترامب لأنه تم من دون إلزام شركات النفط الأميركية بخفض الإنتاج. من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي. وأضافت أن الجانبين استعرضا الجهود المبذولة لتحقيق استقرار أسواق الطاقة، والمحافظة عليها لدعم نمو الاقتصاد العالمي، وأكدا أهمية تعاون جميع الدول المنتجة لتحقيق ذلك. كما أعلن الكرملين أن بوتين بحث مع نظيره الأميركي في اتصال -هو الثاني خلال 24 ساعة- الوضع في سوق النفط العالمية، وأنهما تبادلا وجهات النظر بشأن اتفاق “أوبك بلس”. واتفق بوتين وترامب على مواصلة المشاورات الروسية الأميركية بشأن هذا الموضوع، كما بحث الرئيسان تفشي وباء كورونا وسبل التعاون الدولي لمواجهته. وكان تقرير في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية -نُشر قبل أيام- كشف عن وصول وباء كورونا إلى العائلة الحاكمة بالسعودية، وإصابة العشرات من أفرادها بالفيروس. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن 150 من أفراد العائلة الحاكمة في السعودية أصيبوا بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأن أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أحد المصابين، وأنه موجود حاليا في العناية المركزة. وكشفت الصحيفة عن أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عزل نفسه في قصر بجزيرة عند البحر الأحمر قرب جدة بعد تفشي الوباء، وأن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان وبعض الوزراء عزلوا أنفسهم أيضا في منطقة نائية قرب البحر الأحمر. المصدر الجزيرة