كشفت التحريات الأمنية التي قادتها وزارة الداخلية التونسية أن المتهم الذي تورط في طعن عنصر أمني تونسي، يوم الأحد الماضي، بمدينة توزر (جنوبتونس)، ينتمي إلى خلية إرهابية مكونة من عدة أفراد، ولم ينفذ عملاً إرهابياً بصفة فردية. وتبعاً لذلك، ألقت أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب القبض على أربعة عناصر ينتمون إلى الخلية ذاتها. وأشارت الداخلية التونسية إلى أن هذه الخلية كانت تخطط لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية، تستهدف بالخصوص المقرات الأمنية، وقد استعدت لها منذ فترة، وأعدت لها ما يكفي من الخطط، من خلال مراقبة تحركات قوات الأمن، كما أنها وفرت خلال الفترة الماضية كمية من المتفجرات لمهاجمة المقرات الأمنية بمجرد نجاح عملية الطعن الأولى، وما ستخلفه من فوضى أمنية. غير أن فشل الهجوم الأول وإلقاء القبض على منفذه أطاح ببقية العناصر الإرهابية، بحسب ما قالت الوزارة. يذكر أن سفيان السليطي، المتحدث باسم القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب، أكد في تصريح إعلامي على الصبغة الإرهابية لعملية الطعن، مشيراً إلى أن العناصر المشتبه بهم ينتمون إلى خلية إرهابية واحدة بايعت تنظيم «داعش». وكشفت مصادر أمنية تونسية عن السجل الأمني للمتهم الرئيسي الذي نفذ عملية الطعن بسكين لعنصر الأمن السياحي، ويتبين من هذا السجل أنه تورط منذ سنة 2015 في التخطيط لعملية إرهابية تستهدف حافلة سياحية، كما أنه معروف لدى الوحدات الأمنية بتوجهه التكفيري وتبنيه للعنف والتطرف. وكان المتهم الرئيسي في هذا الهجوم الإرهابي قد اعترف بانتمائه إلى «داعش»، وبأنه يتبنى أفكاره، وبايع زعيمه أبو بكر البغدادي منذ فترة. وكشف عن اطلاعه على مجموعة من العمليات الإرهابية على المواقع الإلكترونية، وأنه نفذ عملية طعن العنصر الأمني السياحي بغرض قتله. وأكدت مصادر أمنية تونسية أنه خطط لتنفيذ هذه العملية الإرهابية بغرض التأثير على المسار الانتخابي الحالي في تونس، وقد تواصل مع قيادات إرهابية داخل تونس وخارجها للحصول على أسلحة متطورة، ولم يفلح نتيجة عدم حصوله على جواز سفر يمكنه من الخروج من تونس وتلقي تدريبات على استعمال الأسلحة المتطورة. وعند فشله في ذلك قرر المتهم استعمال السكين، وهاجم العنصر الأمني ضمن ما بات يعرف ب«الذئاب المنفردة» الذين يستغلهم «داعش» في عملياته الإرهابية.