بعد إعلان مؤسس شركة “هواوي” الصينية Ren Zhengfei أن شركته قد تخسر إيرادات تفوق 30 مليار دولار في 2019، بسبب العقوبات الأميركية، كشفت الشركة عن برنامج ضمان خاص قد يحفظ بعض الثقة في منتجاتها في ظل الأزمة التي تعيشها، والتي أتت على خلفية وضعها في القائمة الأميركية السوداء. يَعِد برنامج الضمان الخاص من “هواوي” عملاء الشركة بتعويض كامل عن سعر هواتفها، في حال توقف التطبيقات ذات الشعبية الكبيرة ك”فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب” و”يوتيوب” وGmail، عن العمل في أجهزة “هواوي” الذكية خلال عامين من تاريخ شرائها. وعلى الرغم من أن برنامج الضمان الخاص هذا متاح في الفلبين فقط لحد الآن، إلا أنه مؤشر على محاولة عملاق التكنولوجيا الصيني “هواوي” الاستجابة لانخفاض الطلب على منتجاتها وتراجع ثقة المستهلكين أيضاً جراء تضرر تنافسيتها تأثراً بالعقوبات الأميركية. وأشارت وسائل إعلام محلية في الفلبين إلى أن الموزعين والمتاجر بدأوا بعرض ضمان على هواتف “هواوي” المقتناة حتى أغسطس المقبل، بحسب ما نقلته “فوربس”. لكن وعدا من هذا القبيل يحمل درجة كبيرة من المخاطرة، فماذا لو لم تستطع “هواوي” حلحلة الأزمة مع واشنطن، أو إيجاد بدائل مجدية قبل انقضاء فترة السنتين.. هل ستتحمل الخسائر الكبيرة التي ستترتب عن تعويض أثمنة ملايين الأجهزة المسترجعة وفق برنامج الضمان المعلن؟ في العام الماضي استطاعت “هواوي” كسر سقف 100 مليار دولار من العائدات للمرة الأولى في تاريخها، لكن هذا الزخم في النمو يرى محللون أنه لن يستمر على الأرجح، إذ ستحد منه بشكل كبير عقوبات واشنطن التي حظرت على شركات التكنولوجيا الأميركية التعامل مع “هواوي”. وتخلت “هواوي” التي تعد ثاني أكبر مورد للهواتف الذكية في العالم، عن طموحاتها لتحتل المرتبة الأولى، بعدما أعلنت واشنطن في منتصف مايو الماضي مهلة ثلاثة أشهر من أجل قيام الشركات الأميركية بقطع صلاتها التجارية مع العملاق الآسيوي. وفيما شبه مؤسس “هواوي” شركته ب”طائرة تضررت بشدة”، قال إن الإيرادات ستكون أقل بمقدار 30 مليار دولار عن التوقعات خلال العامين المقبلين. وصرح Ren Zhengfei الاثنين، بأن شركة الاتصالات الصينية العملاقة ستخفض قدرتها، مضيفاً: “التحركات الأميركية لتقييد أعمالها لن تمنعنا”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس”. وكانت “غوغل” قطعت صلتها ب”هواوي” باستثناء برمجيات الشركة التي تغطيها تراخيص المصادر المفتوحة، وذلك في ضربة لعملاق التقنية الصيني، بعد إدراجه من قبل الحكومة الأميركية ضمن قائمتها التجارية السوداء، وتلتها شركة “فيسبوك” التي ستمنع تثبيت تطبيقاتها للتواصل الاجتماعي على أجهزة “هواوي” الجديدة. وقبلهما أوقفت شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الأميركية إنتل وكوالكوم وبرودكوم، تعاملاتها مع “هواوي”، امتثالًا لقرار الحكومة الأميركية. وأتت تلك التطورات المحيطة بشركة “هواوي” في وقت يشهد توترات تجارية بين واشنطن وبكين، ووسط مخاوف تبديها الولاياتالمتحدة من أن الصين قد تستخدم الهواتف الذكية وأجهزة الشبكات خاصة “الجيل الخامس” التابعة لها في التجسس على الأميركيين، وهي مزاعم نفتها “هواوي” الصينية مراراً.