ارتفاع التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية في إفريقيا ومنطقة الساحل، يدفع بعثة الأممالمتحدة المعروفة باسم "المينورسو"، إلى رفع درجة التأهب الأمني في كل الحاميات العسكرية التابعة لها في المنطقة المتنازع عليها، لحماية عناصرها من أي هجوم محتمل. هذا ما كشفه خوليو سيزار دو أمارال جونيور، مراقب عسكري أممي في الصحراء، ورائد سلاح الجو البرازيلي، في تصريحات لموقع "ديالكو" اللاتيني، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية. المراقب ألأممي أوضح أنه "بسبب تزايد الأخبار في وسائل الإعلام حول ارتفاع نشاط المتطرفين في القارة الإفريقية، فإن أكبر الصعوبات والتحديات تتعلق بأمن أعضاء البعثة"، مضيفا أنه "نظرا إلى هذا، وظفت واتخذت جميع التدابير اللازمة للتخفيف من المخاطر وحماية أعضائها". كما كشف المراقب الأممي معلومات جديدة بخصوص تحركات موظفي الأممالمتحدة، من أجل تجنب أي مواجهة بين الجيش المغربي والميلشيات التابعة لجبهة البوليساريو. في هذا الصدد، أوضح أن المينورسو تقوم "يوميا بدوريات استطلاعية عبر عربتين، كل واحدة يكون على متنها مراقبون من جنسيتين مختلفتين". وأضاف أن الهدف هو عبور الصحراء من أجل تفقد الوحدات العسكرية ومراقبة الطرقات والمواقع ومراكز المراقبة. علاوة على ذلك، فالدوريات الأممية تعمل على تدمير الألغام والمواد الحربية التي لم تنفجر؛ إلى جانب مرافقة القوافل اللوجستية التابعة لمنظمة الأممالمتحدة. وأشار، كذلك، إلى أن تحركاتهم لا تقتصر على الأرض، بل "تقوم بطلعات جوية عبر مروحيات للقيام باستطلاع جوي لمنطقة محددة، ورصد استمرار الوضع الراهن للصراع"، من أجل تجنب أي تصعيد بين طرفي النزاع. وكشف المراقب البرازيلي، كذلك، أن المينورسو لجأت إلى تشييد 9 قواعد عسكرية في المنطقة المتنازع عليها، ويشرح قائلا: "كل قاعدة هي عبارة عن حامية عسكرية معزولة، ويتراوح عدد العسكريين فيها ما بين 15 إلى 20 مراقبا من جنسيات عدة". كما أشار، كذلك، إلى أن أغلب المراقبين الذين يوجدون في الصحراء لديهم تجارب سابقة في مناطق النزاع، مبرزا أن المرابطين في الصحراء ينحدرون من 35 بلدا، أغلبهم ينحدرون من مصر وباكستان وهوندوراس وماليزيا وبنغلادش وبرازيل وغانا وكرواتيا. وأردف أن بعض الجنسيات تعرف حضور نحو 20 مراقبا. وبخصوص التجريدة البرازيلية، أوضح المراقب أنها تتكون من 10 مراقبين: 7 تابعين للجيش، واثنان من الملاحة الجوية، وواحد من البحرية البرازيلية. وفي ما يتعلق بانتشار البرازيليين في الصحراء، يوضح الرائد خوليو سيزار قائلا: "هناك مراقبون برازيليون في قاعدة سمارة، واثنان في أوسرد، واثنان في قاعدة Mehaires، وواحد في المحبس، وثلاثة في القيادة العامة الأممية بالعيون". المصدر ذاته كشف، أيضا، أن توزيع المراقبين الدوليين في الصحراء يتغير كل 6 شهور. يذكر أن المينورسو استقرت في الصحراء سنة 1991، قبل التصعيد الذي حدث بداية هذه السنة بين المغرب والأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، ما أدى إلى انسحاب بعض الموظفين الدوليين من الصحراء، قبل أن يعودوا إلى مزاولة مهامهم بشكل عادي مع الأمين العام الجديد البرتغالي أنطونيو غوتيريس.