خيمت أجواء الفرحة على سماء الدبلوماسية المغربية، بعد تعيين إبن عروس الشمال (مدينة طنجة)، يوسف العمراني، أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط. ويعد يوسف العمراني، الذي التحق بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، سنة 1978، من أبرز الخبراء المغاربة في العلاقات المغربية الإسبانية. وأفاد مسؤول دبلوماسي، "إيلاف"، أن الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط شغل منصب قنصل في برشلونة بإسبانيا، وفي كولومبيا، والبرازيل، والشيلي، قبل أن يعين، منذ سبتمبر/ أيلول 2003، مديرا عام للعلاقات الثنائية في وزارة الخارجية. وأكد المصدر نفسه أن يوسف العمراني يعمل جيدا في الساحتين السياسية والإدارية، مشيرا إلى أنه رجل مقنع ورجل حوار، إلى جانب أنه صارم في العمل. وأبرز المسؤول نفسه أن يوسف المغربي الذي فاوض أوروبا، ومكّن الرباط من أن تصبح أول بلد في منزلة الوضع المتقدم في العلاقة مع الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الذي منح هذا الوضع امتيازات للجار الجنوبي لأوروبا، فهو جعله، أيضا، أمام تحديات على مستوى منظومة الإصلاحات. كما كشف المصدر القريب من الأمين العام الجديد للاتحاد، أن يوسف، الحاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1978، كان مهندس منتدى المستقبل بالرباط وبمراكش، وأشرف على المؤتمر الأول للهجرة والتنمية. والعمراني، المزداد سنة 1953، متزوج بأسماء لمرابط، الطبيبة والباحثة في الإسلام صاحبة كتاب المرأة والإسلام، وهو أب لإبن. وكان ترشيح يوسف العمراني صودق عليه، خلال اجتماع لكبار المسؤولين في الاتحاد عقد اليوم في مقر الأمانة العامة في برشلونة ( إسبانيا). ويعد يوسف ثاني عربي يتقلد أمانة "الاتحاد من أجل المتوسط"، خلفا للأردني أحمد مسعادة، الذي استقال من المنصب في يناير (كانون الثاني) الماضي. وعبرت فرنسا، التي ترأس مع مصر الاتحاد من أجل المتوسط منذ تأسيسه سنة 2008، عن "ترحيبها الحار" بتعيين العمراني أمينا عاما للإتحاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إن هذا التعيين "يعتبر أمرا ممتازا بالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ولتطوير المشاريع الأورو متوسطية". كما رحبت إسبانيا بالتعيين، معربة عن أملها في أن يشكل ذلك دفعا جديدا وحاسما لتعزيز المبادرة المتوسطية. وقالت الخارجية الاسبانية، في بيان لها، إن العمراني، الذي حظي بتأييد عام من جميع الدول الأعضاء في "الاتحاد من أجل المتوسط"، يحظى أيضا بدعم إسبانيا الكامل في أعماله الرامية إلى تعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط، وإلى تحقيق الأمن، والاستقرار، والسلام فيهما. يشار إلى أن الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، كان اعتبر أن الوضع المتقدم، الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمغرب هو "عربون على الثقة التي يضعها الاتحاد في النموذج المغربي، وفي الإصلاحات، التي باشرتها المملكة". إيلاف