انتزع الفيلم المغربي "البراق" لمخرجه محمد مفتكر الجائزة الكبرى للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو ببوركينافاسو، المعروف باسم "الفيس باكو"، في دورته 22، التي اختتمت فعالياتها يوم السبت المنصرم. وتسلم مفتكر مجسم الجائزة "الحصان الذهبي"، في صنف الفيلم الطويل، التي تنافس عليها 18 فيلما إفريقيا، من يدي الرئيس البوركينابي بليز كومباوري، بالملعب الكبير لواغادوغو، بحضور أزيد من 20 ألف شخص. ويعد هذا الفوز الثالث من نوعه للسينما المغربية في فئة الفيلم الطويل، بعد أن فازت بالجائزة الكبرى للمهرجان مرتين، الأولى سنة 1973 بفيلم "ألف يد ويد" لسهيل بنبركة، والثانية سنة 2001 بفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش. وشهدت الدورة 22 من المهرجان مشاركة ثلاثة أفلام مغربية في المسابقة الرسمية، ("الجامع" لداوود أولاد السيد، و"البراق" لمحمد مفتكر، و"الدار الكبيرة" للطيف لحلو)، فيما شاركت مصر والجزائر بفيلمين لكل منهما. وبخصوص المشاركة المكثفة للأفلام المغربية، قال منظمو الدورة 22 للمهرجان، التي نظمت تحت شعار "السينما الإفريقية والسوق"، إن المغرب كان ممثلا، أيضا، في مسابقة أفلام المدارس السينمائية، رفقة ثلاث دول إفريقية فقط، كما كان المغرب حاضرا في لائحة التكريمات، التي ضمت العديد من السينمائيين الأفارقة، الذين فارقوا الحياة ما بين 2009 و2011، من بينهم الراحل حسن الصقلي، وحاضرا في لجنة تحكيم الفيلم الطويل في شخص المخرج حسن بنجلون. وأوضح ميشيل ويدراوغو، المندوب العام للمهرجان، الذي يعد من أعرق وأقوى المهرجانات بالقارة السمراء، في ندوة صحفية نظمت على هامش المهرجان، بحضور المدير العام للمركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل، أن المشاركة المغربية القوية، في هذه التظاهرة السينمائية الإفريقية ليست نابعة من عمق الروابط الثقافية والحضارية بين المغرب والقارة السمراء، فحسب، لكن لأن المغرب بات يمثل قوة سينمائية في القارة الإفريقية إلى جانب مصر، التي عادت إلى أحضان المهرجان بعد غياب طويل بفيلمين فقط، مؤكدا أن المهرجان لم يشهد مشاركة مثل هذا العدد من الأفلام المغربية منذ تأسيسه. وقال ويدراوغو، إن اختيار المنظمين البوركينابيين 11 فيلما مغربيا للمشاركة في المهرجان، نابع من قناعتهم بالعلاقات القوية، التي تجمع المغرب بمختلف البلدان الإفريقية، ومن المساعدات التقنية والمادية، التي يقدمها المغرب للسينما الإفريقية، مؤكدا أن المغرب أصبح رائدا في السينما الإفريقية، سواء من حيث عدد الأفلام المنتجة سنويا، أو من حيث عدد المهرجانات السينمائية المهمة المنظمة بالمغرب، خصوصا مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، ومهرجان الفيلم الوطني بطنجة. وتدور أحداث "البراق" حول "حكاية" شابة اضطرها والدها منذ طفولتها للتنازل عن أنوثتها وتقمص شخصية ذكورية، لحاجته لمن يحمل اسمه بعد موته. وبأسلوب غرائبي ومن خلال استرجاعات سوريالية وزمن ملتبس يفاجئنا المخرج، بنهاية غير متوقعة.