تم أمس للمرة الأولى رفع العلم الفلسطينى في مقر ومكاتب الأممالمتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة إلى جانب أعلام الدول ال193 الأعضاء في الأممالمتحدة والفاتيكان، بحضور بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) الذى اعتبر أن هذا اليوم هو يوم فخر واعتزاز. وقال إن رفع العلم هو لفتة سلمية ستذكر الجميع بأن تحقيق العدالة والاستقلال أمر ممكن في نهاية المطاف، ومن أجل أن نحقق هذه الغاية نحن بحاجة إلى دعم أصدقائنا في جميع أنحاء العالم وإلى قيادة الأممالمتحدة في هذا الصدد. وأعلن عباس عدم التزام السلطة الفلسطينية بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل ردا على تقاعسها عن الوفاء بتعهداتها إزاء الخطة الانتقالية الرامية إلى إنهاء الاحتلال. وشدد على أن استمرار الأمر الراهن لايمكن القبول به، لأنه يعنى استسلاما لمنطق القوة الغاشمة. وقال أبومازن إن ترك القضية الفلسطينية دون حل يفاقم خطر الإرهاب، وأن دولة فلسطين تستحق اعترافا كاملا وعضوية كاملة في الأممالمتحدة بعد كل التضحيات التى قدمها الشعب الفلسطينى. ومن جانبه، قال حنة عميرى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن السلطة ستعيد النظر في 22 بندا من بنود اتفاقية أوسلو والتى تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتنسيق الأمنى. وبالتزامن مع هذا الحدث، أطلق الفلسطينيون المقدسيون أمس اعلاما فلسطينية مرفقة ببالونات في فضاء القدس الشرقية المحتلة وعلقوا اعلاما على سور المدينة القديم. في السياق نفسه، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعا أمس على هامش اجتماعات الأممالمتحدة في نيويورك، برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لدولة الامارات العربية المتحدة. وطالب الوزراء المجتمع الدولى و مجلس الأمن بصفة خاصة بتحميل إسرائيل مسئولية تعطيل مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بسبب تعنتها ومواصلة مخططها الاستيطانى في الاراضى المحتلة، واعتداءاتها المستمرة على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، وتنصلها من تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين الطرفين. وفي هذا الإطار، جرى التوافق على تنسيق خطوات الموقف العربى الذى تم عرضه في الاجتماع الوزارى الموسع الذى عقد مع الرباعية الدولية أمس في نيويورك، وشارك فيه وزراء خارجية كل من مصر والأردن والسعودية والمغرب والإمين العام لجامعة الدول العربية. وأدان المجلس الممارسات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة بصورة عامة والحرم القدسى الشريف بصورة خاصة، وأكد أن استمرار هذه السياسات ستكون له تبعاتها الخطيرة على أمن إستقرار المنطقة برمتها، حيث يدفعها إلى آتون من الصراع على أساس ديني، ويفسح المجال أمام قوى الظلام والتطرف في المنطقة لاستغلال عدالة القضية الفلسطينية في الترويج لمخططاتها الهدامة. ووجه المجلس الوزارى للجامعة العربية نداء جماعياً إلى مجلس الأمن لتحمل مسئولياته إزاء وقف هذه الممارسات التى تغير من الأوضاع على الأرض وتهدد فرص نجاح العملية التفاوضية. محمد عبد الهادي علام