في تعليقه على قرار محمد عبد العزيز التنحي عن قيادة جبهة البوليساريو، قال عبد الفتاح الفاتحي المتخصص في شؤون الصحراء، إن خطوة محمد عبد العزيز تأتي نتيجة طبيعية للوضع الصحي لزعيم الجبهة، حيث لم يعد قادرا على ممارسة مهامه بالإدارة العامة للجبهة، مبرزا أيضا أن القرار تفرضه التحركات الشبابية في المخيمات والتي باتت تشكل ضغطا قويا على قيادة الجبهة. وأشار الفاتحي أن قرار عبد العزيز بالتخلي عن قيادة الجبهة في الفترة القادمة، هو نتيجة لفشل الأخير في الإيفاء بوعودة التي قطعها على نفسه سنة 2014، والتي قال فيها إن سنة 2015 ستكون سنة الحسم في قضية الصحراء، غير أن الأمور، يؤكد الفاتحي، تسير في عكس متمنيات قيادة الجبهة في الاستقلال هذه السنة، حيث تأكد لهم أن المغرب حسم المعركة سياسيا وجغرافيا ولم يعد هناك مخرج من الورطة التي وضعت فيها القيادة نفسها. وأكد المحلل السياسي لشؤون الصحراء، أن عبد العزيز لم يعد أمامه في ظل المعطيات المذكورة آنفا سوى الاستقالة من مهامه قبل الإقالة من طرف زعماء القيادة التي باتت ترى أن وجود شخص الأمين العام الحالي خطرا يهدد كيانها، في ظل الموجة المتصاعدة للاحتجاجات التي تعرفها المخيمات في السنوات الأخيرة، معتبرا أن الوضع الحالي في المخيمات لا يمكن مواجهته إلا بإزاحة عبد العزيز من الواجهة، وإلا تعرض كيان الجبهة لخطر الانفجار والزوال. قرار زعيم البوليساريو وإن كان سابقة من نوعه بعد أن ظل يطلق عليه الزعيم الأبدي، إلا أن الكثير من الصحراويين المطالبين بالتغيير – رغم فرحتهم بالقرار – رأوا فيه مناورة جزائرية جديدة تروم امتصاص غضب الصحراويين من خلال إيهامهم بأن القيادة تغيرت، لتفسح الطريق لقيادة أخرى متحكم فيها وتابعة للجزائر دون أن يتغير شيء في دار لقمان. بل أكثر من ذلك ذهب كثير منهم إلى أن قرار محمد عبد العزيز التخلي عن زعامة البوليساريو غير صادق بالمرة، ولن يكون سوى خروجا من الباب للعودة من النافذة، وأنه سيتولى زعامة البوليساريو من جديد في مخطط يروم الالتفاف على مطالب ساكنة المخيمات بالتغيير، والدليل على ذلك التوصية التي خرج بها اجتماع الأمانة العامة خلال نفس الدورة بضرورة تشكيل لجنة تجمع كافة الأطر والكوادر الأمنية والمدنية المحسوبة على جبهة البوليساريو لتحديد التوجهات العامة في الأمد القريب، والإشراف على تنظيم المؤتمر الرابع عشر للجبهة، مما يدل على أن هناك مخططا مدروسا لإعادة نفس الوجوه وتزكية نفس القيادة، بحجة أنها مطالب جماهيرية وان بقاء محمد عبد العزيز أمينا عاما لجبهة البوليساريو مطلب شعبي من الواجب عليه أخلاقيا تلبيته وقبول البقاء في نفس المنصب إلى أجل مسمى. من جهة أخرى قررت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو عقد المؤتمر الرابع عشر للجبهة بمخيم الداخلة، وهو ما عزز الشكوك في نية زعيم البوليساريو التخلي عن منصبه، خاصة إذا ما علمنا أنه سيكون المؤتمر الأول الذي يعقد بمخيمات تندوف بعدما دأبت جبهة البوليساريو لسنوات على عقد مؤتمراتها بما تسميه " الأراضي المحررة " . الحدود – وكالات