أكد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون،أن الوفد المغربي أكد، خلال الاجتماع الثالث غير الرسمي حول الصحراء، على ضرورة إعطاء دينامية جديدة ودفعة نوعية للمفاوضات، وذلك بالتركيز ليس فقط على مواصلتها وإنما تفعيلها حسب الإمكانيات ووفق ميتودولوجيا جديدة. وقال السيد الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة في ختام هذا الاجتماع، أن الوفد المغربي، وعيا منه بضرروة تجاوز حالة الجمود، اقترح ضرورة إعطاء دفعة للمفاوضات لاختيار بعض الوسائل الأخرى للتوصل إلى الحل المنشود. وأضاف أنه تم أثناء هذه الجولة إحراز بعض التقدم حيث اتضح للمبعوث الشخصي ضرورة الشروع في إعطاء دفعة نوعية ودينامية جديدة لهذه المفاوضات. وقال في هذا الصدد "سننتظر الاقتراحات العملية ذات الصلة بهذا الأمر من طرف المبعوث الشخصي". وشدد الوزير على أن المغرب "حينما يطالب بالمفاوضات فإنه يتعين على جميع الأطراف أن تنخرط في روحها، وأن تعمل على تطبيق قرارات مجلس الأمن، وأن لا تبقى مكتوفة الأيدي أو في نطاق مخططات سابقة أصبحت متجاوزة، وأنه بات من الضروري أن نتطلع إلى المستقبل، وأن نتجاوب مع مجلس الأمن بهذه الروح في إطار من التوافق". وعبر السيد الطيب الفاسي الفهري عن أسفه لكون الأطراف الأخرى "ما تزال وإلى يومنا هذا عند موقفها، وتحاول التهرب من مسؤوليتها، وإعطاء أهمية مبالغ فيها لبعض الأحداث ولبعض القضايا التي ليس لها وجود هنا في مانهاست"، وذلك على الرغم من أن الوفد المغربي عمل على تقديم "كل الشروحات سواء بالنسبة للمقترح الخاص بالحكم الذاتي أو بالنسبة للتوصل إلى حل، وذلك لأسباب استراتيجية وأمنية ومغاربية واقتصادية". وأشار إلى أن الوفد المغربي أكد أثناء هذه الجولة الاستعداد الكامل للمملكة للتوصل إلى هذا الحل، مبرزا قرارات مجلس الأمن وتأكيده على الجهود المبذولة من طرف المغرب وجدية ووضوح مبادرة الحكم الذاتي في إطار احترام السيادة الترابية والوطنية للمملكة. كما عبر الوفد المغربي مجددا عن رفضه لما يسمى بمقترح الطرف الآخر الذي لم يأت بجديد، ولا ينخرط في ما دعا إليه مجلس الأمن من التحلي بروح التوافق والواقعية. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الوفد المغربي ما يزال، باسم المملكة، مستعدا لمواصلة هذه المفاوضات، وقد تم اتفاق على موعد لاحق في آخر السنة وموعد ثان. وبالنسبة لتبادل الزيارات بين الأسر الصحراوية، ذكر السيد الطيب الفاسي الفهري بأن الأطراف الأخرى هي التي كانت وراء وقف هذه الزيارات مؤخرا، مشيرا إلى أنه تم خلال هذه المفاوضات إحراز تقدم ملموس بهذا الخصوص، بعد أن تقدم الوفد المغربي بكل الشروحات. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء السيد كريستوفر روس قد أعلن، في ختام الاجتماع الثالث غير الرسمي حول الصحراء، أن الأطراف قررت الاجتماع مجددا في شهر دجنبر وكذلك في مطلع السنة المقبلة. وقال السيد روس، في تصريح للصحافة عقب اجتماع مانهاست، إن اللقاءين الجديدين المبرمجين سينعقدان "وفق مقاربات مجددة "، في أفق مواصلة "مسلسل المفاوضات التي دعت إليها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ". وأشار السيد كريستوفر روس إلى أن مفاوضات مانهاست جرت في جو من الاحترام المتبادل بالرغم من أن كل طرف واصل رفض مقترح الطرف الآخر كأساس للمفاوضات المقبلة، مضيفا أنه وبهدف خلق مناخ ملائم لإحراز تقدم، شرعت الأطراف في "بناء دينامية جديدة من أجل مواصلة مسلسل المفاوضات". وقد جرى هذا الاجتماع الثالث، الذي استغرق يومين، بشكل مغلق برعاية الأممالمتحدة وبحضور ممثلين عن المغرب والجزائر وموريتانيا و"البوليساريو". وكان الوفد المغربي إلى هذه المفاوضات مؤلفا من السادة الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين بن خليهنا ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. و م ع